انقسام فصائل الثورة أحد أبرز الأسباب: لماذا لم يسقط الأسد؟

الكاتب : العصر
التاريخ : ٣ ٢٠١٦ م

المشاهدات : 3228


انقسام فصائل الثورة أحد أبرز الأسباب: لماذا لم يسقط الأسد؟

رأى المحلل والباحث السياسي، والمقرب من الدوائر الاستخبارية الأمريكية، جورج فريدمان، أن وقف إطلاق النار في سوريا لن يكون فعالا في بناء السلام ولن يدفع فصائل الثورة إلى تشكيل جبهة موحدة.وكتب أن دبلوماسيين من القوى العالمية، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وروسيا، صاغوا اتفاقا لوقف إطلاق النار. وقد وافقت، على هذا، 97 مجموعة ثورية مقاتلة، وهي تشكل جزءا من المعارضة السورية لنظام بشار الأسد، على هدنة لمدة أسبوعين ابتداء من منتصف ليل 26 فبراير الماضي.

علينا أن نتوقف لحظة للنظر في حقيقة أن هناك أكثر من 97 مجموعة معارضة مقاتلة مشتتة تشن حربا ضد النظام الذي لا يزال موحدا. كان هناك توقع عام بأن نظام الأسد سينهار في وقت معين في مواجهة هذه المعارضة المنقسمة بشكل كبير.

وأرجع المحلل السياسي، فريدمان، السبب في عدم سقوط الأسد إلى حقيقة أن هناك 97 جماعة معارضة وافقت على وقف إطلاق النار، ذلك أن معارضة منقسمة إلى 97 مجموعة لن تُسقط أحدا، كما كتب.

هناك مجموعات كبيرة وصغيرة، ومجموعات أكثر وأقل أهمية. ولكن كل مجموعة موجودة لأنها تمثل مصالح تختلف فيها عن البقية، هذا إذا لم تكن الطموحات الشخصية للقادة وفقط. كل عملية عسكرية تتطلب تعاونا -وأي عملية يجب أن يكون هناك تعاون لتكون فعالة- يجب التفاوض عليها.

وقال إن معارضي الأسد منشغلون بموقعهم داخل المعارضة أكثر مما بهم معنيون إسقاط الأسد. والهدف لا يمكن أن يكون، ببساطة، قلب نظام الحكم. وإنما علينا أن نأخذ في الاعتبار قوة كل مجموعة ضمن المعارضة، والتي من شأنها تحديد دورهم في الحكومة.

في فنزويلا، حاولت المعارضة للإطاحة بالرئيس هوغو شافيز منذ أكثر من عشر سنوات. وأرسل الانقلابيون شافيز إلى جزيرة قبالة الساحل. ثم غرقوا في الجدال حول المناصب في الحكومة الجديدة، ونسوا في هذا الخضم شافيز، الذي عاد على متن طائرة إلى كراكاس، وفشل بهذا الانقلاب.

ويبدو لي بعد طول تفكير في محاولات الانقلاب عبر التاريخ، يقول المحلل "فريدمان"، أن محاولة الإطاحة بالرئيس الفنزويلي السابق "شافيز" كانت الأكثر سخافة. وأضا: "أنا مقتنع الآن أن المعارضة السورية ستكون الأكثر سخرية، رغم أنه تولد عن الحرب كارثة إنسانية ذات أبعاد هائلة، ولم تنته بعد".

تتطلب الحرب قيادة موحدة وقدرة على اتخاذ القرارات بسرعة، وأحيانا في غضون دقائق. وإذا لم يكن ذلك ممكنا، فإن أفضل ما تأمله جماعة المعارضة أن لا تُدمر. بمعنى ما، فإن هذا أسوأ من الهزيمة لأنه يطيل الحرب دون أي أمل في النجاح.

ورأى أن المعارضة لم تتوحد إلا على كره الأسد، بينما انقسمت بشكل عميق في كل الجوانب الأخرى، إنها بحاجة إلى توحيد. وهذا يبين لماذا أمكن للأسد أن يحكم كما كان يفعل. كان يعتمد على مجموعة نافذة ومؤثرة يسيطر عليها العلويون، كبيرة بما فيه الكفاية، منضبطة بما فيه الكفاية، ومستعدة لقمع بقية مكونات سوريا.

ومن جانب آخر، قال الكاتب إن نظام صدام حسين سقط لأن الولايات المتحدة دمرته عسكريا، في حين لم يسقط نظام الأسد لأنه لا توجد قوة خارجية لها مصلحة قوية في تدميره.

وتستخدم الآن القوى المختلفة الصراع لإعادة تحديد مواقفها الإستراتيجية. الأمريكيون يعملون على تحقيق توازن أكثر بعدا من إستراتيجية القوة، بتوفير دعم محدود لبعض مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. 

عارضوا الأسد ابتداء، لكنهم الآن لا يريدون له أن يسقط، خوفا من أن يجتاح "تنظيم الدولة" دمشق. الروس، الذين يريدون تعزيز نفوذهم تدخلوا لإنقاذ الأسد. الولايات المتحدة تدين رسميا تصرفات روسيا في سوريا، ولكنها مرتاحة، خاصة وأن موسكو يمكن أن تفعل ما لا تستطيع هي فعله.

الأتراك يريدون رحيل الأسد، ولكن ليسوا متحمسين لذلك كثيرا لخطر ظهور دولة كردية. فيما يفضل الإسرائيليون الترقب والانتظار، ويحاولون أن يكونوا في وضع يمكنهم الاستفادة من أي نتيجة، في حين يفكر الإيرانيون كيف أنهم ما عادوا مهمَين.

المصادر: