كيف ردّت إيران وروسيا على تشكيل التحالف الإسلامي العسكري؟

الكاتب : خالد عمر
التاريخ : ١٧ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2466


كيف ردّت إيران وروسيا على تشكيل التحالف الإسلامي العسكري؟

لدى المملكة العربية السعودية أمل متجدد في إمكانية تغيير الوضع الإقليمي في المنطقة عبر حشد قوي وكبير تجلى أخيراً بتشكيل تحالف إسلامي عسكري، في مواجهة "الإرهاب"، دون موقف واضح من التحالف الرباعي، الذي يقف إلى جانب النظام السوري.

التحالف الذي يضم 34 دولة، كان لا بد أن يستثني إيران كدولة معادية للخليج، لكن السعودية كانت أكثر مرونة عندما قال العميد ركن أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي، إن انضمام إيران إلى التحالف الإسلامي العسكري، مرهون بوقف أعمال طهران العدوانية عن الدول العربية والإسلامية ودعمها للإرهاب.

إيران والسعودية:

ومن اللافت أن رئیس الجمهوریة الإیرانیة حسن روحاني قال مساء الثلاثاء: إن "الوحدة تعتبر الیوم الحاجة الأهم للعالم الإسلامي"، دون أي إشارة أو حديث عن التحالف الإسلامي العسكري.

وقطع عسيري أي محاولة للتفكير بشأن انضمام إيران للتحالف بقوله من القاهرة أمس: "نحن الآن نتحدث عن عمليات لمكافحة الإرهاب، وإذا كانت إيران تنوي أن تنضم إلى هذا التحالف فعليها أن تكف أذاها عن سوريا واليمن، وكذلك أن تكف عن أعمالها التي تدعم الإرهاب في لبنان والعراق؛ فهناك مليشيات إرهابية أوجدتها إيران".

فضول روسي:

أما روسيا التي توترت علاقتها مع تركيا (ضمن التحالف الإسلامي) مؤخراً وتعارض رحيل الأسد، فأثار فضولها التحالف الجديد، إذ أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أمله في الحصول على المزيد من التفاصيل حول تحالف الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب، بقيادة السعودية، الذي أعلن عنه فجر الثلاثاء الماضي.

وقال لافروف: "نأمل أن يمثل قيام التحالف الإسلامي نقطة انطلاق لعقد قمة دينية عالمية حول محاربة الإرهاب".

وأدخل تعنت رئيس النظام السوري بشار الأسد وإيران، سوريا في حالة مستمرة من الحرب الدائرة منذ2011، دون أمل بأي اتفاق على تسوية سياسية، فيما زادت الأمور تعقيداً عقب إعلان التدخل الروسي عسكرياً بشكل رسمي وتنفيذ أول ضربة جوية على سوريا في 31 سبتمبر/ أيلول 2015.

تصاعد نفوذ:

وتصف صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية التحالف الإسلامي العسكري، بأنه دليل جديد على تصاعد نفوذ المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أنه "يمثل خطوة في الحرب بالوكالة التي تخوضها السعودية "السنية" ضد المنافس الإقليمي إيران "الشيعية".

وأضافت أن تحالفاً عسكرياً بهذه الصورة من شأنه أن يجعل السعودية أقرب بخطوة للعب دور "شرطي المنطقة"، مشيرة إلى أنها تخشى البرنامج النووي الإيراني، كذلك نفوذ طهران في اليمن من خلال مليشيات الحوثي.

تحالفات المنطقة:

وجاء مؤتمر الإعلان عن التحالف الإسلامي العسكري الجديد، في وقت يوجد فيه حلف عربي بقيادة السعودية، وحلف ستيني بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم الدولة، إلى جانب الحلف الرباعي الروسي الإيراني العراقي السوري.

واللافت أن بعض الدول المشاركة في التحالف هي عضو في تحالفات عسكرية أخرى، إذ يتوقع أن يكون هذا التحالف بمعزل عن التحالف الذي تشكل من أجل اليمن، كما أن منحه صفة الإسلامية يجعله مختلفاً عن الحلف الستيني بقيادة الولايات المتحدة.

والمؤشرات التي ترشح على الساحة السياسية اليوم كلها تؤكد تلاشي جدية بشار الأسد، في التخلي عن السلطة وتقليص صلاحياته السياسية، ويتبخر معها الالتزام الروسي والإيراني بتطبيق نتائج بيانات جنيف الأولى والثانية، واجتماعات فيينا على حد سواء.

ووسط هذا التململ السياسي، تدور حرب في الميدان تقودها روسيا وإيران ومليشيات حزب الله إلى جانب النظام السوري، ضد فصائل المعارضة التي تطالب بتنحي بشار الأسد، وتستعر معها أزمة دولية عنوانها اللاجئون الفارون من جحيم المعارك، في وقت يقاتل تنظيم "الدولة" كل من يهدد "دولة الخلافة" التي يتخذ من الرقة مركزاً لها في سوريا، وعاصمتها الموصل في العراق.

ويأتي هذا في وقت تقود كل من دول الخليج وتركيا، تحالفاً وثيقاً ينتهج سياسة أكثر جرأة نحو العمل على إسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومحاربة تنظيم "الدولة"، على حد سواء، فيما يعمق هذا التحالف الأزمة بالنظر إلى التوتر التركي الروسي عقب إسقاط أنقرة لطائرة روسية اخترقت أجواءها مؤخراً.

ويبدو التعاون جلياً في الآونة الأخيرة، إذ إن الحلف الثلاثي متفق على محاربة الإرهاب وعدم وجود مستقبل للأسد في سوريا، فيما يعزز هذا التحالف الجديد من فرص المعارضة السورية، ويدفعها إلى تحقيق مكاسب كبيرة في ساحة المعركة.

 

 

 

الخليج أونلاين

المصادر: