صفعة جديدة على وجه طاغية الشام

الكاتب : المسلم
التاريخ : ٢٣ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2771


صفعة جديدة على وجه طاغية الشام

لم يعد خبر انتصارات المجاهدين في سورية جديدا بعد أن توحدت الفصائل المقاتلة في إدلب تحت مسمى "جيش الفتح"، لتُستنسخ هذه التجربة الوحدوية في كل من حلب ودرعا وريف دمشق، وتتوالى أخبار انتصارات جهاد أهل الشام على جميع الجبهات، وتتوالى معها انتكاسات وهزائم المليشيات الأسدية والصفوية التي تؤكد أنها لم تكن قوية إلا بمقدار تفرق الفصائل المقاتلة على الأرض، فما إن توحدت تلك الفصائل حتى بدت حقيقة ضعف وخوار قوى الشر والطغيان.

وإذا كانت الصفعة الأخيرة على وجه طاغية الشام هي الأشد والأعنف، نظرا لكونها قد كشفت عجز النظام وأزلامه عن مواجهة ضربات المجاهدين، وأكدت عدم قدرة أعداء الثورة السورية المباركة على الوفاء بوعودهم المعسولة لأتباعهم، بل عدم استطاعتهم حماية جنودهم من الموت المؤكد الذي ينتظرهم، فإنها على كل حال لا يبدو أنها ستكون الصفعة الأخيرة، بل ستتبعها الكثير من الصفعات – بإذن الله - حتى يأتي دور الضربة القاضية التي تسدل الستار على حقبة حكم النصيرية المظلم على أرض الشام المباركة.

نعم.... لقد فشل طاغية الشام في تحقيق وعده بفك الحصار عن مشفى جسر الشغور الوطني، وذلك في آخر ظهور له في مدرسة الشهداء في السادس من أيار/ مايو الجاري، تماما كما فشل في إنفاذ الكثير من وعوده السابقة بإنهاء معركة حلب خلال أسابيع، فها هو جيش الفتح يسيطر أمس الجمعة على آخر موقع كان يتحصن فيه العشرات من قوات النظام السوري منذ نحو شهر.

وعلى الرغم من الغارات الجوية الهستيرية التي حاول من خلالها النظام التغطية على هروب ضباطه وجنوده عبر مجارير المياه إلى خارج المشفى للنجاة بأنفسهم، بعد أن أحكم جيش الفتح الحصار عليهم وبدأ بحفر أنفاق تحت الأرض لنسفهم أو الوصول إليهم..... إلا أن النهاية لم تكن كما يشتهي النظام وأزلامه، فخطة الثوار كانت محكمة، وقد استدرجوا أتباع النظام إلى هذا السيناريو ليجبروه على الهروب والخروج من مكانهم المحصن، لكونوا بين قتيل وأسير وملاحق في البساتين والمناطق القريبة المحيطة.

والحقيقة أنه منذ سقوط مدينة جسر الشغور بيد جيش الفتح في 25 نيسان/ أبريل الماضي، والنظام السوري يحاول فك الحصار المفروض على المشفى بكل الوسائل ليحفظ ماء وجهه بعد الوعود الكثيرة التي أطلقها دون جدوى، لتأتي هذه الصفعة الجديدة أشد إيلاما من سابقتها، وأكثر تأكيدا على زيف و هشاشة العنجهية التي كان يتبجح بها أتباع وأزلام هذا النظام.

لا شك أن هذه الصفعة القوية لم تكن دون تداعيات، فقد زادت هذه الصفعة من مخاوف وهواجس مؤيدي النظام السوري - وعلى رأسهم إيران وروسيا بالإضافة لأمريكا والغرب – من إمكانية وصول المجاهدين إلى أبواب المدن الساحلية – اللاذقية و طرطوس معقل الطائفة النصيرية ومركز المصالح الروسية والغربية والصفوية – ناهيك عن إمكانية وصولهم إلى دمشق ذاتها، واحتمال سقوط هذا النظام المتهاوي في أي لحظة .

ومن هنا فإن الثورة السورية – كما يؤكد الكثير من المحللين – تمر بأدق وأخطر مراحلها على الإطلاق، فالمؤامرات والمخططات الغربية بدأت بالتحرك لمنع سقوط طاغية الشام على يد الثوار، و محاولة إنقاذه عبر المبادرات والمفاوضات التي يأتي في مقدمتها لقاءات جنيف التي يجريها الموفد الدولي "ستيفان ديمستورا" هذه الفترة، كما أن كاتبا سوريا - إبراهيم الجبين - كشف عن مشروع حمله معارضون لواشنطن لحماية دمشق والساحل.

ويوضح الجبين أن "مشروع حماية دمشق يهدف إلى التقاطع مع مشروع وقف إطلاق النار الذي طرحه دي مستورا في حلب ولم يلاق القبول من قوات المعارضة السورية، وهو يسعى اليوم إلى تطبيقه على دمشق والساحل السوري، والحماية الدولية ستطلب من التحالف الدولي الذي يحارب داعش، اعتبار أية قوات مسلحة معارضة تتقدم نحو العاصمة دمشق أو مناطق الساحل، هي قوات جهادية إرهابية، تهدد المدنيين، ويجب أن يتم استهدافها".

إنها في الحقيقة تحديات كبيرة تواجه جهاد أهل الشام، وقد بات القاصي والداني يعلم أن حسم الحرب في سورية هي الخطوة الأهم و الأخطر لبلورة الصورة النهائية للخريطة المستقبلية للشرق الأوسط، بل هي المعيار الأبرز والميزان الأدق لنجاح أو فشل المشروع الصفوي في المنطقة.

ومن هنا فإن مسؤولية الدول الداعمة لجهاد أهل الشام تزداد، فالجميع بات يدرك أن المعركة مع المشروع الرافضي و داعميه باتت معركة وجود، لا يجدي معها التنازلات أو المفاوضات العبثية، وأنه مع كل تقدم للثوار في سورية، ومع كل صفعة جديدة على وجه طاغية الشام، ستزداد التحديات والضغوطات، فنسأل الله للدول الداعمة لثورة الياسمين الثبات والتأييد أمام ما ينتظرهم من تحديات.
 

 

المسلم

المصادر: