حاخام شيعي من قلب حلب!

الكاتب : عوض السليمان
التاريخ : ١٨ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2975


حاخام شيعي من قلب حلب!

تدمير مناطق المعارضة هو "ما أرجوه باسم الشعب السوري وأهل حلب بالذات لأن هؤلاء الإرهابيين الذين تدعمهم السعودية وقطر وتركيا هم أعداء الإنسانية وأعداء الله". "أطالب بالانتقال من الدفاع إلى الهجوم، ولا بدّ من تدمير كل حي تخرج منه قذيفة عن بكرة أبيه، مهما كان سكانه".
هذا هو مفتي الأسد، حمامة السلام وصديق الاتحاد الأوروبي، الذي دعا من فرنسا، لنشر المحبة والإخاء وحماية "إسرائيل".


من المعلوم أن النظام لا يحتاج إلى فتيا الدجال حسون ليدمر حلب التي تتحرر من الاحتلال الأسدي، ولكنه الغطاء الديني الذي يطلبه في وجه بعض السّنة، أنصاف الشيعة. ولم يتأخر بشار بتنفيذ الفتيا "التي تدافع عن الإسلام والمسلمين وعن حلب الشهباء" فقتل فيها خلال خمسة أيام 100 مدني نصفهم من الأطفال والنساء.
في الشهر الثاني من العام 2008 نبهتْ زمان الوصل على خطر هذا الرجل، حيث نشرتُ مقالاً بالتعاون مع إدارة تحريرها حذرت من خبثه، بعد كلمته التي ألقاها أمام الاتحاد الأوروبي وقتذاك، إذ حيّا الحاضرين بكلمة "شالوم" وقال "إن من يقتل طفلاً إسرائيلياً سيحاسبه الله على ذلك"، ثم دافع عن "أرض السلام فلسطين وإسرائيل".
في مطلع شهر شباط من العام نفسه، ردّ المكتب الإعلامي لحسون، منتقداً تسرعنا في الهجوم عليه ومشككاً بصدق نُقولنا من خطابه ودعانا لتتبع الحقيقة من موقعه الشخصي.
كلفت شخصياً بالرد على المفتي الفاجر ودخلت موقعه القميء الذي تنتشر منه رائحة الكذب، وكانت المفاجأة بأن المصورة المنشورة على موقعه تختلف عن المصورة التي رأيناها مباشرة في أوروبا، إلا أن الاختلاف كان فقط في تلك الجمل التي قد تتسبب بتشويه صورته وصورة سيده "المقاوم"، إذ عمد المفتي إلى قطع بعض الجمل، وتغيير بعض العبارات كتابةً، فكلمة إسرائيلي تحولت إلى غير فلسطيني، وتخلصَ من لفظة شالوم، كما غُيرت عبارة "أرض السلام فلسطين وإسرائيل"، لتصبح "أرض السلام فلسطين"، وقد رددنا عليه بما يليق به، وعملنا على نشر المصورة الأصلية أيضاً.
حسون مفتي السّنّة وعضو مجلس الشعب السّني، كان لا يخدم إلا عائلة الأسد ولا يدافع إلا عن الشيعة، ويعتبر أهم من ساعد على نشر التشيع في سورية. وقد اتهم الرجل الصحابة الكرام بأنهم ظلموا آل البيت، كما اتهم علماء السنة، بأهم أخفوا حقيقة ذلك الظلم. ويعرف أهل حلب قبل غيرها أن المفتي أقرب للشيعة منه إلى الإسلام، بينما يؤكد بعضُهم تشيعَه منذ زمن طويل.
من الطبيعي إذاً أن يقف مثلُه في صف الأسد وشبيحته، ولا يمكننا أن ننسى رسالته اللاسلكية التي أرسلها إلى المرتزقة الشيعة في نبل والزهراء في شهر تشرين الثاني من العام 2014. حيث وصفهم "بأنهم عز الإسلام والمسلمين، وأقسم بالله أن الدفاع عن نبل والزهراء هو دفاع عن القدس"، وأضاف مخاطباً أولئك القتلة "أنا لا أخاف عليكم لأنكم آمنتم مثلما آمن إمامنا الحسين، حين وقف عند الفجر، وقال لأصحابه ألا إنني مستشهد اليوم، فمن أراد أن يذهب منكم إلى أهله فالليل ساتر، فنادوا جميعاً نحن معك يا أبا عبد الله".
يبقى لدينا سؤالان، لماذا لم تتحرك الدول الأوربية عندما هددها المفتي بإرسال انتحاريين يدمرون قلبها؟ والثاني كيف تنظر الدول المانعة لتمجيد الإرهاب، إلى فتيا حسون بتدمير حلب وأهلها؟ أ لم يكن منطقياً على الأقل تجريده من الدكتوراه الفخرية التي حصل عليها في ستراسبورغ ؟. إنه ميزان العدل الأوروبي الذي لا يتسع صدره للمنسيين، أقصد للمسلمين!.

 

 

 

 


زمان الوصل

المصادر: