الكاهن الأكبر من أهم ركائز أنظمة الاستبداد

الكاتب : أسامة الملوحي
التاريخ : ١٥ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 3103


الكاهن الأكبر من أهم ركائز أنظمة الاستبداد

كاهن، وتاجر، وسفّاح، ثلاثي الضرورة لتأسيس أنظمة الاستبداد، ولاستمرار أنظمة الاستبداد.
الكاهن الأكبر هو المفتي الأكبر يقود مؤسسة كهنوتية كاملة، يعمل فيها وبجوارها وإليها عشرات آلاف الكهنة ...وظيفتهم تخدير الناس وإسكاتهم وحشدهم.... 
تخدير الناس بدين كل تعاليمه للمواطن أن يسكت، ويذعن ويتحمل ويطيع وأن لا يبادر وأن يعتزل الناشطين المفتونين وأن لا يكون من المحرضين الفاتنين، وأن يرضى بما اختاره الله له من قيادة وقادة وأن لا يطالب بحقوق له أخذها منه قائده هدية مفروضة، وأن لا يسأل عما فقده من ثروات ففي السؤال فتنة وتحريض وإذا زاحمه جند القائد فليتنح مسرعاً ففي إبطائه تعطيل لهم ولواجباتهم المقدسة، وإذا نزل المواطن إلى أقبية التعذيب كإجراء روتيني فاحص ماحص فليذق ولا يصرخ، ففي صراخه تحريض وازدياد يتحمل هو نتائجه...
مؤسسة الكهنوت الضخمة بفروعها ومعاهدها ومدارسها وشيوخها خرّجت ألوفاً على مدى عشرات السنين جلّهم تعلم ديناً ليس له علاقة بالإسلام ...تعلم ديناً عضيناً ...تعلم نتفاً من هنا وهناك ونزعت مؤسسة الكهنوت عن علم ودراية وتخطيط من منهجه كل داعي عزة وقوة وجهاد وحركة، وحرّموا عليه أي محاولة للاجتهاد أو التجديد أو الاستنباط .... جعلوا الدين منقولات منتقاة عن السابقين، وكتابات منحولات نسبت للسلف الأولين وأصبح كل ما تسمعه منهم في نقلهم عن الفقهاء: حدثنا حدثنا حدثنا بدل استنبطنا وأجمعنا وقسنا وأخرجنا.
مؤسسة الكهنوت الرسمية علمت الشيوخ أن يستجيبوا للولائم، وأن يأخذوا العطايا وأن يستفيدوا من تسهيلات الرعايا في المأكل والملبس والمسكن والمنقل.
مؤسسة الكهنوت القديمة غرست مبادئها عميقاً في نفوس كهنتها وسدنتها وبصعوبة بالغة يحاول قليلون انشقوا عنها أن يتركوا ما شبوا وشابوا عليه منها، فتجد أغلبهم مازال خائفاً متحسباً متحفظاً جامدًا.
مؤسسة الكهنوت مؤسسة خطيرة حولت الدين من ثورة عظيمة، إلى أفيون مخدر للشعوب.
مؤسسة الكهنوت جريئة للغاية إذا أمرها المستبد فيخرج كهنتها فتاوى تصل إلى حد إباحة اغتصاب نساء الذين يعارضون المستبد.
مؤسسة الكهنوت الكاهن الأكبر فيها يفتي للمستبدين بلا حدود، وإلى مالا حد له يفتون حتى بإزالة كل المدن التي تعصي وترفض المستبدين...إزالة شاملة هي وسكانها أجمعون.

مؤسسة الكهنوت الرسمية مؤسسة يجب أن تزول .... يجب أن تزول هي وأتباعها ومن حولها ومن على نهجها ليتزعزع نظام الاستبداد وليؤسس العاملون العالمون حكماً راشداً رشيداً.

 

 

 

 

سراج برس

المصادر: