هل قتال الكفار سببه الكفر، أم المحاربة؟

الكاتب : عبد الله محمد الحاشدي
التاريخ : ٢٢ ٢٠١٤ م

المشاهدات : 3221


هل قتال الكفار سببه الكفر، أم المحاربة؟

القتال في شريعتنا شرعه الله تعالى دفاعاً عن عقيدتنا وهويتنا وإسلامنا وشرع كذلك دفعاً لاعتداء المعتدين علينا ولم يشرع قتال الكفار بسبب كفرهم ولا لإكراههم على اﻹسلام إذ" لا إكراه في الدين" "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".


فإسلامنا رحمة للناس وهداية للبشرية وحق مشروع لكل إنسان، فلا يجوز أن نؤسس لمعتقد خاطئ مقتضاه إرغام الناس على اعتناق اﻹسلام؛ ولكن المطلوب دعوة الناس وإبلاغهم، فنحن مسؤوليتنا دلالة الناس وإرشادهم، والله تعالى هو من يهدي من يشاء "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".
مع اﻷسف بعض اﻷفهام اليوم تؤسس لمعنى قتال الكفار لكونهم كفار ولا تعي أن الغاية إرشاد الناس ودلالتهم فتركوا التبليغ الذي هو ما أمروا به وأخذوا ينازعون الله تعالى في مشيئته في هداية من يشاء فأساؤوا إلى اﻹسلام بفهمهم الخاطئ والله المستعان.
متى ما منعنا اﻷعداء من تبليغ ديننا كانوا معتدين علينا وحينها لا بد من اقتحام وطلب المشقة والشدة وخوض كل المصاعب في سبيل تبليغ دين الله تعالى حتى يزول المنع والاضطهاد وصد الناس عن الدين "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله".
قال شيخ اﻹسلام: "الصحيح أن القتال شرع لأجل الحرب لا لأجل الكفر وهذا هو الذي يدل عليه الكتاب والسنة وهو مقتضى الاعتبار وذلك أنه لو كان الكفر هو الموجب للقتال لم يجز إقرار كافر بالجزية".
اﻹسلام دين سلم مع من سالمه ولم يعتدي على أتباعه ويمنعهم من تبليغه ويعتد على تعاليمه.
فالله تعالى أمرنا بتبليغه للبشرية كافة "ﻷنذركم ومن بلغ".
هناك كلام جميل ذكره العلامة عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله، نقل فيه قولاً لبعض العلماء وهو:
"إن دعوى القتال للإكراه على الدين إنما دخل على المسلمين عن طريق النصارى، حيث كانوا يشنعون به دائماً على اﻹسلام والمسلمين ويجعلونه في مقدمة تبشيرهم إلى دينهم وينشرونه في كتبهم ويلقنونه للطلاب في مدارسهم لقصد تنفير الناس عن دين اﻹسلام واحتقاب العداوة لأهله، فهو أكبر مطاعن النصارى على اﻹسلام وعلى المسلمين فسرى هذا إلى اعتقاد بعض العلماء وأكثر العامة لظنهم أنه صحيح واقع".
ومن طبيعة البشر كراهة اسم اﻹكراه واﻹجبار مهما كانت عاقبته وصاروا يتناقلون هذا القول في كتبهم حتى رسخ في قلوب العامة وبعض العلماء.

 

 

من صفحة الكاتب على فيسبوك

المصادر: