اللعبة الجديدة ... أنت جيد وصديقك سيئ

الكاتب : أسامة الخراط
التاريخ : ١٨ ٢٠١٤ م

المشاهدات : 2986


اللعبة الجديدة ... أنت جيد وصديقك سيئ

الغرب والتحالف الدولي الجديد سيلعب لعبة جديدة هي لعبة تقسيم الثورة والمجاهدين، فسيبدأ يصنّف الثوار بين المتطرف والوسطي .. والمعتدل والمتشدد ..

وهذه لعبة خطيرة لأنّ من سيُصنف أنه وسطي سيأخذ سلاحاً ومالاً وبالتالي ينظر له الطرف الآخر الذي صُنف متطرفاً أنه عدو وأنه يأخذ ما لا يستحقه وتبدأ العداوات والحقد والحسد ..

 

 

وأخيرا الاقتتال كما يريد كل من يسعى لإفشال الثورة السورية وسرقة انتصارها الكامل لذلك لا حلّ لنا حتى ننجو من هذه المحرقة إلا إعلان تجمّع واحد للعسكر والسياسيين تكون مبادئه معلنة للكل وواضحة، وبالتالي سيكون الكل على قلب رجل واحد ويعملون لتحقيق هدف واحد وهو إسقاط المجرم بشار الأسد وإقامة حكومة عادلة مكانه لا تظلم أحداً مهما كان دينه أو مذهبه.

التجمع هذا لو حصل سيرسل رسالة للكل .. نحن كلنا واحد .. نفاوض معاً أو نحارب معاً ... ونأخذ موقفاً واحداً من أي تحالف دولي أو دعوة للتسليح والتمويل.

مبادرة واعتصموا ومجلس قيادة الثورة الذي يجري العمل عليه حالياً هو بداية جيدة لولادة تحالف جديد بقلب الثورة، ونسأل الله لهم النجاح، وكما سمعت هم اعتمدوا ميثاق الشرف الموقع سابقاً بين الكتائب وهذا ممتاز.

الوقت يداهمنا وسيبدأ القصف في العراق وسورية، وسيبدأ التسليح والتدريب في العراق وسورية كما أعلنت أمريكا قائدة التحالف، وهذا يعني تغيير التوازنات الحالية تماماً . . والاغتيالات التي حصلت لأحرار الشام وتحصل في إدلب وحمص ودرعا هي تدفع باتجاه إفشال أي تقارب بين الكتائب والمجالس الثورية، لأنّ القيادات الحالية أصبحت أكثر حكمة ووعياً، وبالتالي هي أقرب للاتفاق وتقديم التنازلات بين بعضها وهذا خطرٌ كبيرٌ بنظر أعداء الثورة ويجب قتل هذه القيادات لإفشال بوادر أي اتفاق.

أما داعش فهي مجرد فزاعة وحجة وأداة من أدوات التحالف الدولي الحالي وليست أكثر من ذلك أبداً، فلا هي مشروع دولة يمكنها البقاء أو الاستمرار حتى تنافس الثورة أو يخاف منها المجتمع الدولي فهي تحمل عوامل نهايتها.

ولو أردت دليلاً واحداً على ذلك اسأل قادة داعش كيف ستحلّون موضوع جوازات السفر؟؟ أم ستكونون دولة يعيش مواطنوها بلا جوازات ولا سفر ولا دراسة ولا تعليم ولا استيراد ولا تصدير ولا تجارة ولا أدوية ولا كمبيوترات ومئات الأمور التي تحتاج جواز سفر وبالتالي اعترافاً دولياً.

أم تريدون أن تستمروا ببيع النفط لبشار عبر وسطاء وشراء كل احتياجاتكم من تركيا وإدخالها عبر معابر الثوار مثل معبر باب السلامة وباب الهوا كما يجري الآن ؟؟؟

لذلك إعلان الحرب على داعش هي حجة فهل يوجد عاقل يصدّق أن قتل صحفي أو اثنين جريمة لا تغتفر، أما قتل نصف مليون إنسان في سورية خلال أربع سنوات هو أمرٌ طبيعي ولا يستوجب تحالفاً دولياً لمواجهة مَن فعل هذه الجرائم ؟

لقد أصبح واضحاً تماماً أنّ الهدف الاستراتيجي لكل القوى رغم اختلافها وتنافسها أحياناً هو إفشال الثورة السورية أو وصولها لنجاح يشبه الفشل، فهي خطر على إسرائيل وأمريكا وإيران وأطراف أخرى مستترة.

حقيقة وليس مبالغة وضعنا الحالي هو:

نكون معاً أو سنموت متفرقين وعلى مراحل وسنرى الكل ينهش جزءاً من جسد الثورة وليس بيدنا إيقافه ...

بنفس الوقت الخيار دائماً كان بيدنا ..  النجاة تستلزم فقط قراراً صادقاً منا .. والنجاح في الثورة ممكن جداً بل هو قاب قوسين أو أدنى لو أحسنّا إدارة الربع ساعة الأخيرة في عمر نظام بشار الذي لو انهار سنضع الكل أمام خيار وحيد، وهو القبول بالثوار بديلاً عنه حكاماً لسورية الحرة

والآية التي تلخص كل القضية: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)

المصادر: