معالم على طريق الثورة 11

الكاتب : محمد حسن العلي
التاريخ : ٢٥ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 6751


معالم على طريق الثورة 11

وممن فاجأتهم الثورة هم عبدة الدرهم والدينار عبدة الخميصة عبدة الشهوات، ومدمني المخدرات ومروجيها، هؤلاء الذين فتحت لهم عصابة الأسد أبواب الدنيا ليعبوا من حرامها أكثر من حلالها، بل وسلطت عليهم إعلامها المقروء والمنظور والمسموع لتضلل عقولهم وتفسد نفوسهم بل وأكثر من ذلك جهزت لهم الفتاوى من بعض أصحاب العمائم الذين يشار لهم وكأنهم أعلام الشريعة الإسلامية؛

 

وليقول لهم أحد هؤلاء المشايخ المعممين - بل وأكثرهم شهرة - أن حاكمكم بشار هو قدر من أقدار الله ويدعو الله أن يأخذ بناصيته للخير وطول العمر كما دعا لأبيه الهالك بل وأكثر من ذلك، فقد ألف كتابا في نهاية ثمانينيات القرن الميلادي الماضي ليصف فيه الشباب الأطهار الأخيار الذين حملوا السلاح ليدافعوا عن أنفسهم ضد عصابات حافظ الهالك الذي أعلن الحرب عليهم ليقول في حقهم بكتابه هذا (هؤلاء ليسوا مجاهدين ولا مجتهدين مخطئين في اجتهادهم ولا هم بغاة بل هم ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض") هذا الكلام يقوله في حق أفضل وأكرم وأعف شباب سوريا؛
لك من الله ما تستحق، ألمثل هذا الشباب الساجد الراكع الذي يحارب أعتى طغيان وشر فساد مجوسي عاث في سوريا فسادا يقال لهم يحاربون الله ورسوله ويفسدون في الأرض!!
ولكن عزاءنا قول الله تعالى على لسان فرعون " ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد "ففرعون وأبو جهل هم قدر فيما أدعيته في كتابك المشؤوم لا يجوز مجابهته أو الخروج عليه ولكنك سوف تقف بين يدي ربك ليسألك عما أفتيت وافتريت به على هؤلاء الفتية الأخيار.
ولنعد لعبدة الدرهم والدينار وعبدة الخميصة، هؤلاء الذين ليس فقط فاجأتهم الثورة بل هاجوا وماجوا مع عصابات المخدرات ليصبوا كل اللعنات على الثورة والثوار والثائرين وأطلقوا لألسنتهم العنان بل وأكثر من ذلك، فمنهم من جنّد نفسه ليكون شبيحا لخدمة العصابة الأسدية وليقول بأعلى صوته للسوريين خذوا على أيدي هؤلاء الذين يدعون أنهم ثوار فما هم إلا مخربون وسفهاء إرهابيون يريدون أن ينغصوا عليكم رغد عيشكم فماذا تريدون؟
ألم تكونوا منعمين تمرحون وتلهون؟
فإّذا لم تأخذوا على أيدي هؤلاء المخربين (الثوار) فسوف تُدمر عليكم بيوتكم وتُعطل مصالحكم وتُشردون من دياركم ويُقتل أبناؤكم، لماذا لا تكونوا عقلاء وتأخذوا على يد أبنائكم الإرهابيين قبل أن يحل بكم البلاء .
ومع مرور قرابة عامين على الثورة وقد انكشفت الحقائق وسقطت الأقنعة عن وجه هذا الحاكم الذي كان يتظاهر بالحب والود لشعبه، انكشف ذاك الحقد الأسود الدفين المجوسي وانطلقت آلته الحربية وطائراته لتدمر الحجر و تحرق الشجر وتهلك الحرث والنسل.
ومع رغم كل هذا البلاء الذي حل في بلدنا سوريا من جراء بطشه والذي لم يشهد له التاريخ مثيلا في أي بقعة من بقاع الأرض لا في التاريخ القديم ولا الحديث، هذا الإجرام الذي لا يمكن أن يتصوره أو يتخيله عقل من ذبح للأطفال بالسكاكين وحرق للناس وهم أحياء وهتك للأعراض، كل هذا يجري وتتناقله وسائل الإعلام وكثيرا ما تعف عن نقل الكثير منه لبشاعته وهول منظره.
كل هذا حدث ويحدث ولا زالت طائفة من عبدة الدرهم والدينار وممن فقدوا كل القيم الإنسانية والآدمية وعميت بصائرهم وأبصارهم عن كل هذا الإجرام الذي تمارسه العصابة المجوسية ضد أهلهم في سوريا وضد كل مقومات الحياة فيها، يصبحون ويمسون على لعن الثوار وسبهم الذين نغصوا عليهم رغد عيشهم وجلبوا لهم الخراب والدمار فهم كانوا يرتعون حسب زعمهم في النعيم يأكلون ويشربون ويمرحون ويسرحون.
أما القيم الإنسانية التي تعشقها كل النفوس الآدمية المسلمة وغير المسلمة ، قيم الحرية والإنسانية والعدالة الاجتماعية فهذه لا تعني عندهم شيئا بل هم لا يفكرون ولا يبصرون ولا يسمعون إلا ما تمليه عليهم وسائل الإعلام الأسدية المجوسية التي تقول لهم (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) كذبا وزورا وبهتانا وخداعا.
وإلى معلم آخر من معالم على طريق الثورة.

المصادر: