النظام السوري والدفاع عن الولاء الشيعي

الكاتب : المختصر
التاريخ : ٢ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 6696


النظام السوري والدفاع عن الولاء الشيعي

لم يكن الدعم الإيراني للنظام السوري خافيا على أي متابع , بل كان واضحا منذ اللحظة الأولى التي انطلقت فيها شرارة الثورة السورية لكن التصريح به لم يكن على هذا المستوى الذي اتضح في الفترة الأخيرة بعد ظهور أنباء قوية ترددت عن الخلاف والانقسام بين المرشد الإيراني على خامنئي وبين اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني .

 


فقد كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الاثنين عن تقديم إيران ما يقرب من عشرة مليارات دولار كدعم عسكري ومالي جديد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد مما أدى إلى تزايد حدة الشرخ بين المسئولين الإيرانيين .
وكانت الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تمر بها إيران نتيجة تطبيق عدد من العقوبات الاقتصادية من قبل كل من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وخاصة في قطاعات النفط والغاز والطاقة مما أدى إلى ضعف صادرات إيران النفطية ليس للدول الغربية فحسب ولكن لدول مثل اليابان والصين , كان لهذه الأزمة دور كبير في تصاعد ذلك الشقاق السياسي .
وكانت إيران – بحسب الصحيفة البريطانية نقلا عن مصادر استخباراتية غربية – قد دفعت رواتب قوات النظام السوري لعدة أشهر مضت بالإضافة إلى إمداده بالأسلحة والدعم اللوجستي
ولم تصدر تلك الأخبار من الصحيفة البريطانية فقط بل أكدتها تقارير صادرة من عدد من وسائل الإعلام العربية وكذلك جماعات المعارضة السورية التي قالت أن إيران تشارك مشاركة حقيقية في قمع الثورة السورية وقتل شعبها عن طريق الميليشات الإيرانية المنتشرة على الأراضي السورية وكذلك بوجود عناصر تابعة لحزب الله اللبناني مشاركة في قتل السوريين .
وأظهرت تقارير استخباراتية غربية أيضا أعلنت بعضها وكالة رويترز الإخبارية مؤخرا أن إيران تستخدم طائرات مدنية لنقل جنود وكميات كبيرة من السلاح عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الأسد .
وكان محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني قد أعلن في تصريح أخير له أن بعضا من قوات الحرس الثوري موجودة بالفعل على الأراضي السورية وأكد انه " ربما تنخرط عسكريا في الصراع الدائر في سوريا في حال تعرض الأخيرة لهجوم ".
ولم يكن ذلك من جانب الإيراني واللبناني فقط بل يؤكد كثير من المراقبين أن الحكومة العراقية الحالية التي يرأسها الشيعي نوري المالكي مستعدة تماما لفتح كل حدودها البرية والبحرية والجوية دعما للنظام السوري بأوامر من الحكومة الإيرانية ولخدمة المشروع الشيعي في المنطقة
والغريب في الأمر أنه على الرغم من هذا التدخل الإيراني الواضح والمعلن إلا أن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي قد أكد أنه لا يحق لأي دولة كانت التدخّل في شؤون سوريا الداخلية بحجة دعم الشعب فيها بينما يبيح لنفسه ولنظامه أن يتدخل كما يشاء في حماية النظام الذي يبيد شعبه دونما رحمة .
وتتحرك القيادة الإيرانية على عدة مسارات لبذل كل ما تستطيع لحماية النظام السوري , فمؤخرا اكتشف الجيش السوري الحر عند شرائه لأسلحة وذخائر من مجموعات كردية قريبة من حزب العمال الكردستاني , كان الملاحظ فيها أنها أسلحة جديدة مما ُفسر بأنه دعم من النظام الإيراني للأكراد لإيجاد منطقة فراغ بين تركيا وسوريا وخاصة في ظل وجود العداء بين الحزب الكردستاني وتركيا ليكون هذا الجزء حزام أمان للنظام السوري .
إن النظام الإيراني لن يتوانى عن دعم النظام السوري بكل ما يملك لأنه يعلم حقيقة أن بقاءه كنظام شيعي وأن المشروع الإيراني كاملا متوقف على بقاء نظام الأسد مما يتطلب وعيا من القادة العرب والمسلمين بان المواجهة باتت فعليا متضحة أنها مع النظام الإيراني وأن النظام السوري يقوم بالحرب فيها بالوكالة

 

المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث

المصادر: