النظام السوري وسياسة التفجيرات.. من يتحمل المسؤولية؟؟!

الكاتب : أحمد بن فارس السلوم
التاريخ : ١٢ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3099


النظام السوري وسياسة التفجيرات.. من يتحمل المسؤولية؟؟!

اتفق المراقبون أن تفجيري دمشق هما الأعنف منذ اندلاع الثورة السورية، لكن من حيث المكان والزمان فلا يختلفان عن باقي التفجيرات الدموية التي شهدتها العاصمة السورية دمشق، خيوط الجريمة متشابهة لا تحتاج إلى عبقرية فذة لتحليلها.


في هذا المشهد المأساوي الدمشقي لا يمكنني أن أجد شبهة تدفع عن النظام الشبيحي مسؤولية هذه التفجيرات، ولا يمكن للعالم العاقل إلا أن يعترف أن النظام هو من قام بذلك.
فأولاً: هذه السياسة لا يتبعها الجيش الحر، أعني سياسة التفجيرات، فالجيش له إستراتيجية خاصة منذ نشأته لم يغيرها، تقوم على دعامتين: الدفاع عن المتظاهرين ومكتسبات الثورة، والثانية: العمليات النوعية ضد المجرمين وشبيحة النظام.
بينما هذه هي سياسة النظام الشبيحي وتاريخه القذر في لبنان والعراق، فهو يتقن فن التفجيرات والسيارات المفخخة!
وثانياً: جاءت التفجيرات بعد تصريحات الشبيح الصفوي بشار الجعفري عن تسلل القاعدة والإرهابيين إلى دمشق، ولكي يقدم للعالم دليلاً هاهي التفجيرات تثبت ما يقول.
وثالثاً: تعودنا من النظام الشبيحي الغبي أن يقوم بمثل هكذا أعمال إرهابية بعد كل تقرير أممي، وما زال حبر تقرير عنان الأخير طرياً لم يجف بعد.
ورابعاً: مهد النظام لهذه العملية بالهجوم الذي دبره أمس لقافلة المراقبين، في محاولة منه لتعبئة الرأي العام ضد الثورة، لاسيما بعد أن وُجد اختراقٌ إعلامي غربي ضد الثورة، فأصبحت بعض وسائل الإعلام الغربية تتكلم عن القاعدة والسلفيين والإرهابيين أكثر مما تتكلم عن الضحايا والشعب المكلوم.
وخامساً: يحتاج النظام إلى عملية خلط للأوراق في هذه المرحلة الحرجة، وهذا ما يتحقق له من خلال هذه التفجيرات المصطنعة.
وسادساً: جاءت التفجيرات بعد تمكن النظام السوري واللبناني من احتجاز سفينة قادمة من ليبيا، والمتهم فيها بنظرهم تركيا والسعودية وقطر، ولذلك يربط شبيحة الإعلام في تحليلاتهم بين هذه السفينة وبين هذه العملية.
وبغض النظر عن هذه السفينة التي تدور حولها علامات استفهام كثيرة؛ إلا إنني لا أبرئ النظام من قيامه بهذا السيناريو كله كي يبرر لأي عمل إرهابي قد يقوم به في المستقبل.
وسابعاً: المكان المستهدف فرع أمني تم التفجير أمامه دون أن تقتحم التحصينات التي حوله، تماماً كما سبق وفعل النظام من قبل، فيسلم فرع الأمن والمتضرر الأول والأخير هو الشعب المسكين.
تذكرت وأنا أستمع إلى مراسل العربية في وصفه لمسرح التفجيرات في دمشق عملية التفجير التي أدت إلى اغتيال رفيق الحريري، إنه المشهد نفسه والطريقة نفسها، والمجرم ذاته. الذي يحصل الآن أن النظام الشبيحي يعبث بأم العواصم: دمشق، على مرأى من العالم ومسمع، والعالم المتمدن لا يرفع بذلك رأساً..
بل المعطيات تثبت أن العالم متواطئ مع هذا النظام، فمهمة عنان لم تؤت أكلها ولم تثمر غير مهلة دولية للنظام الذي استغل هذه المهلة للإمعان في قتل الشعب السوري.
استطاع هذا النظام ومن خلال هذه المهلة مع تواطؤ من أطراف عالمية أن يحول الحديث العالمي من إسقاط النظام إلى سحب الآليات والدبابات ووقف القصف المدفعي على المدن والقرى، فأصبح غاية سقف مهمة عنان تحقيق هذا الانسحاب.
وهذا بحد ذاته خيانة للثورة ولمطالب الشعب السوري.
هذا مع أن النظام العالمي وكوفي عنان نفسه لا يخير النظام بين خطته أو العقوبات مثلاً، بل يخيره بين الخطة أو انجرار المجتمع للحرب الأهلية والطائفية، في سذاجة سياسية وحمق منقطع النظير.
كأن تهديد النظام بالحرب الأهلية الطائفية وهو يمارسها الآن ستجبره على القبول بنقاط خطة عنان!!
الذي أراه أن العالم الغربي احتاج لمثل شخصية عنان كي يستطيع من خلاله تغيير الرأي العام الغربي، وهذا ما أخشاه، فقد بدأ الحديث في وسائل الإعلام الغربية عن القاعدة والسلفيين والإخوان والجماعات الإرهابية، مما ينذر بأننا قد نفقد حتى هذه التصريحات الغربية الكلامية!! الثورة السورية أمام مؤامرة كونية يجب التصدي لها بكل قوة وشراسة من قبل الشعب الثائر، بل ويجب الاستعداد لأسوء السيناريوهات وأشدها ألما.
ولذلك يجب علينا نحن السوريين أن نشرع بخطوات عملية سريعة، أهمها:
أولاً: إعلان فشل خطة كوفي عنان، تماماً كما يطالب السينتور الجمهوري مكين، وكم يؤسفني أن هذه المطالبة منه في حين ما يزال الشبيح بن حلي يحذرنا من الحرب الأهلية الطائفية!!
وثانياً: دعم الجيش الحر مالياً وتقديم هذا النوع من الدعم على كل شيء. فالجيش الحر هو -بإذن الله- اللاعب الرئيس على الساحة، وهو الطرف الوحيد القادر على فرض واقع سياسي لا يحبه أعداء الشعب السوري.
أخيراً: من الذي يفجر في دمشق، باختصار أقول:
1- النظام الشبيحي الذي ما فتئ يقتل في الأبرياء ويمارس أبشع أنواع القتل الطائفي، فالذي يدفن الأحياء ويعذب الأطفال ويغتصب الفتيات ويمثل بجثث القتلى لا يعني له التفجير إلا مزيداً من التشفي وإرواء الغليل الطائفي.
2- دول التشبيح التي تدعم النظام مالياً وعسكرياً؛ روسيا وإيران والعراق ولبنان، فهم قتلة بالدعم والتموين.
3- كوفي عنان بخطته التي اتخذها النظام غطاء لعملياته الإرهابية.
4- المجتمع الدولي الذي ما زال يتستر على جرائم بشار، ويملي له مهلاً بعد مهل.
5- العالم العربي الذي أشبعنا كلاماً في حين أشبعنا النظام الشبيحي قتلاً.
وبحق أقول: أشدهم وقعاً علي هم العالم العربي، الآن فقط أعرف معنى قول الشاعر:
وظلم ذوي القربي أشد مضاضة *** على المرء من وقع الحسام المهند

المصدر: سوريون نت

المصادر: