المشاهدات : 4732
بسلامَة الصَّــــدر الحـــــياةُ تطيبُ
وتفيضُ بالحبِّ الكبـــــيرِ قلــــوبُ
كالشمس يعصف بالظلام شُرُوقُها
وتُعتِّــــمُ الآفاقُ حيــــــنَ تغـــيبُ
في القلبِ ميزانُ العبادِ ، فإنْ صفا
فالعيشُ صافٍ ، و البعـــــيدُ قريبُ
وإذا تخثَّر بالضَّــــــغائنِ و الهوى
فالقلبُ " كُـــوزٌ " فارغٌ مقــــلوبُ
إنِّي أقــــــول لكلِّ من في نفـــسِهِ
" شيءٌ " يعكِّرُ صَفْوَها ويشوبُ :
ما هــــذه الدُّنيا ســــــوى أُرجوحةٍ
للناسِ فيها عـــــــــــثرةٌ ووثُــــوبُ
مقياسُنا فيــــــها شريعتُــــــــنا التي
فيها لسُــــــــؤْلِ السائليـــــنَ مُجِيبُ
و الصبرُ فيــها زورقٌ ، مهما علا
مـــوجٌ ، يظـــــلُّ يخوضُهُ ويَجُوبُ
إنْ قــــالَ فيـــــكَ النَّاسُ قولَةَ ظالمٍ
فالقولُ عــــــندَ إلهـــــنا مكتـــــوبُ
لا تبْتَــــــئسْ منْ شــــــاتمٍ مُتطاولٍ
أبداً ، فإنَّ الشــــــــاتِمَ المغــــــلوبُ
دعْ عنكَ منْ يُبــــدي ابتسامَتَهُ على
دَخـــــــنٍ ، وسُمُّ لســـــانِهِ مسكوبُ
وانظر إلى خيـــــر العبادِ "مُحمَّدٍ "
كم نالَهُ من قومِــــــهِ التَّثْـــــــــريبُ
شتموهُ حتَّى في طهارةِ عــــــرْضِهِ
ورمــــوهُ ، وهـــــوَ مُكرَّمٌ محبوبُ
صنــفانِ يصعُبُ أن تنالَ رضاهُما
مهــــما تُحاوِلُ ، حــــاسِدٌ وكذوبُ
إنِّي أقولُ ، وفي عـروق قصيدتي
أملٌ ، وصوتٌ للوفـــــــاءِ حـبيبُ :
يا كُلَّ من يلوي عِــــــــمامةَ عالِمٍ
تلكَ الأمانةُ ، والإلهُ رقــــــــــيبُ
لُمُّوا الشـــــتاتَ ، فإنَّــنا في عـالَمٍ
قد فرّقـتهُ عـــــن الصراطِ دُرُوبُ
مِن حــولكم يا قــــــوم ألفُ قذيفةٍ
يرمي بها التفســـــيقُ و التغريبُ
ومن التَّنطُّعِ و التَّطــرُّفِ حولكم
نارٌ لها بيــــــنَ العــــــقولِ لَهيبُ
فإلى متى يبـــــــقى التّناحُر بينكم
وإلى متى يتـــــــأوَّهُ المكروبُ ؟!
العلمُ ميراثُ النُّـــــــبوَّةِ و الهُدى
ولأهـــلهِ الأخــــــلاقُ و التَّهذيبُ
همْ قُــــدوةُ الأجــيالِ ، أنَّى يقتدي
جيلٌ بمــن هو في الخـلافِ يَلُوبُ
لا خيرَ في عـــــــلمٍ إذا لمْ يَــرْعَهُ
عقـــلٌ ، ولمْ يَحْدِبْ عليهِ لبــــــيبُ
كم في الحــــياةِ قديمِها وحـــديثها
من عالِمٍ ، وضمـــــيرُهُ مثــــقوبُ
أنَّى تُفــــــيدُ غزارةُ العــــلم الفتى
وفؤادُهُ عن حِلْــــمِهِ ، محجوبُ ؟!
في منهج الإســـلام صقْلُ نفوسنا
وإليهِ عنـــــد الحادثـــــــاتِ نثوبُ
فإذا أصبـــنا ، فالإصــــــابةُ غايةٌ
ما أسعدَ الإنــــــسانَ حينَ يُصيبُ
وإذا تعثَّــــرنا بحـــــبلِ خطيــــــئةٍ
يومــــاً ، فإنَّـــــــا للإلهِ نتـــــــوبُ
نستغـــــــفرُ الله العظــــــيمَ ، فإنَّهُ
سبحانهُ الغفَّارُ حـــــــــينَ نُنِـــــيبُ
وبعفوهِ ترقى النفـــــوسُ ويزدهي
وجهُ الحياةِ ، و يَحْسـُنُ التَّصْويبُ
يا كُلَّ من يلوي عــــــــمامةَ عالمٍ
لا تجعــــلوا ظنَّ العبادِ يخــــــيبُ
تبدو لنا قِمَــــــمُ الجلـــيدِ شوامخاً
لكنها تحتَ الشُّـــــعاعِ تـــــذوبُ
صفحة الكاتب على فيسبوك
المصادر: