الشيخ أبو يزن الشامي.. شهيدٌ أضاء بدمه درب الشهادة..

الكاتب : أسرة التحرير
التاريخ : ٢٥ ٢٠١٤ م

المشاهدات : 3420


الشيخ أبو يزن الشامي.. شهيدٌ أضاء بدمه درب الشهادة..

كانت صدمته شديدة بحال المشايخ. كيف لا وهو يحمل هم الأمة في قلبه؟ يرجع للبيت من درسه ويبكي وحده من حال المشايخ وتقصيرهم..

 

الشهيد محمد الشامي (أبو يزن الشامي) 
ولد في دمشق سنة 1986 (أصله من بلدة شمال دمشق)، وكان متفوقاً في المدرسة ومع ذلك أصرّ على أن يدخل كلية الشريعة، رغم معارضة والديه. ووصل إلى مرحلة ماجستير في الفقه المقارن (لم يتمه بسبب اعتقاله). وكان يطلب العلم خارج الجامعة، فحضر دروساً عند عدد من العلماء أشهرهم شيخ القراء كريّم راجح. وكان أديباً ينشد الشعر على السليقة، واسع الاطلاع.

اعتقل في فرع فلسطين بتهمة "السلفية الجهادية" حيث أفتى لبعض الأخوة. وعند انطلاق الثورة، أفرجوا عنه، ليخرج للإمارات.

من هناك كان يتلقى الأسئلة من أصحابه القدامى، ويجيب عليها بالتعاون مع عدد من العلماء وطلاب العلم. ثم تطور العمل لتأسيس مجلس الإفتاء. ثم رأى أبو يزن أن ينزل بنفسه لسوريا (دون علم والديه)، فاختار أكثر شخص يتحرى عن كل قضية ويسأل به، فانضم له الشيخ. فكانت هذه حركة الفجر في "الباب" شرق حلب.

وكان الشيخ مجرد شرعي يقدم الفتاوى، ثم ساهم بإنشاء الهيئة الشرعية بحلب، فتورط برئاستها، واستنزفت وقته وأرهقته. وانضمت الفجر للأحرار، فزادت مسؤولياته، إلى أن أصبح أمير حلب ونائب أمير الحركة. و أحد أعضاء مجلس الشورى للجبهة الإسلامية التي أسست في نهاية عام 2013.

تعرض لمحاولة اغتيال عندما كان مع الشيخ الشهيد "أبو خالد السوري" قام بها انتحاريان من "داعش" لكنه نجا بفضل الله يومها.

مرّت على أبي يزن حادثتان أثّرتا به كثيراً، أولاهما ظهور داعش وما تسببت به من انحسار الثورة، والثانية اغتيال أبي خالد السوري الذي كان يعامل أبو يزن معاملة الأب لابنه. فحصلت عنده مراجعات فكرية رائعة تهدف إلى إرجاع الثورة شعبية كما كانت، وبث الروح بها من جديد.

لم يكن سهلاً على قيادات أحرار الشام أن يتراجعوا عن مفاهيم حملوها سنين وقاتلوا عليها وسُجنوا من أجلها، مع علمهم بأن الكثير سينشق عنهم بسبب التراجع عنها، ومع ذلك كانت مصلحة الأمة فوق مصلحة التنظيم. واختار أبو يزن الأمة.

كان رحمه الله مرحاً، حلو المعشر، آية في الذكاء، رحيماً بالناس. قال عنه الشيخ أبو مارية القحطاني: " لم أجد طالب علم في كوادر الأنصار والمهاجرين في بلاد الشام أعلم من الشيخ أبي يزن فيمن قابلتهم، وهذه شهادة".

وفي مساء يوم الثلاثاء في التاسع من أيلول وبومضة موت، ينتقل أكثر من 45 شهيداً نحو السماء من خيرة شباب سورية ومجاهديها وثوارها. ومن بينهم الشيخ أبو يزن الشامي..

كانت من آخر تغريداته: "لابدّ من غرس مفهوم أنّ مسير أي جماعة إسلامية هو مسير اجتهادي يعتريه الصواب والخطأ، وقبل ذلك مسيرٌ بشري يعتريه الهوى وإلا ستصبح أصناماً وجب كسرها".
ومن كلماته: "نجاح المجاهد وفلاحه إذا نال جائزته، أو تدري ما هي؟ هي الهداية، واقرأ إن شئت "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"، و"والذين قاتلوا -جمهور القراء- في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم، أما التمكين فتلك (وأخرى تحبونها)، ومن حُرم الأصل حُرم الفضل، ومن دخل مستغنياً خرج فقيراً ومن دخل مفتقراً خرج غنياً اللهم اهدنا إليك".
وكان ممّن دعم مبادرة "واعتصموا" والتي تدعو لتوحيد الجهود العسكرية السورية في مواجهة النظام الأسدي في بطشه للشعب وفي مقابلة توغّل "داعش" في المناطق المحررة و تنكليه بأهلها.
وقال فيها: والمبادرة اجتهاد في جمع الكلمة على السقف الميسور حالياً، والميسور لا يسقط بالمعسور، وهي خطوة اجتهادية عرضة للخطأ والصواب، وفّق الله القيّمين عليها لكل خير.
لا يذكر أبا يزن أحدٌ إلا ويثني عليه وخصوصاً من ناشطي حلب وثوارها المجاهدين، فقد كان ناصحاً ومحباً للجميع، لا يلتقي أحداً إلا بوجه بشوش رحب.
لقد ترك أثراً طيباً في قلوب السوريين والمسلمين عموماً، وكان من أعمدة الثورة السورية وجهادها المبارك في رفع الظلم عن أعناق الشعب السوري وأرضه المحتلة.


الشيخ أبو يزن الشامي.. عشت عزيزاً ومتّ عزيزاً.. 

 

 

 

 

 

 

المصادر: 

 

زمان الوصل 

صفحة الشيخ محمد الأمين 

 

المصادر: