الفارس الثاني يترجل (الشهيد معتصم الملوحي)

الكاتب : محمد حسن عدلان
التاريخ : ١١ ٢٠١٤ م

المشاهدات : 3601


الفارس الثاني يترجل (الشهيد معتصم الملوحي)

استشهد معتصم سمير الملوحي (أبو بكر) فارس القرابيص في حمص مع كوكبة من أبطال حمص في 6/ 4/ 2014 في عملية فك الحصار.
معتصم انتقل من الطفولة إلى الرجولة مباشرة، تركته يافعاً يمازح رفاقه بمرح وإذ به يفاجئنا بكونه مجاهداً عنيداً، فقد قام باستلام الراية بعد أن استشهد أخوه فارس القرابيص البطل عامر.

 

وكأن الشاعر يقصدهم بقوله:

إِن تُبتَدَر غايَةٌ يَوماً لِمَكرُمَةٍ
                                تَلقَ السَوابِقَ مِنّا وَالمُصَلّينا

وَلَيسَ يَـهـلـَكُ مِـنـّا سَيِّدٌ أَبَداً
                               إِلّا اِفتَلَينا غُلاماً سَـيـِّداً فينا

عائلة من الأبطال هم، فطالما قارع أبوه (أبو عامر) الطغاة وتحمل ظلام السجون سعياً لفجر من الكرامة طالما كان لسان حاله ينشد:

يا ظلامَ السّـجنِ خَيِّمْ
                       إنّنا نَهْـوَى الظـلامَا

ليسَ بــعـدَ اللــيـل إلا
                        فجـرُ مجـدٍ يتَسَامى

إن أردت مثالاً على بلاغة الكلمة وحكمة الموقف فها هو معتصم إن أردت مثالاً على أن الرجال بأفعالها وليست بأعمارها فانظر إلى معتصم معتصم وأمثاله الأبطال كانوا وراء تحرير القرابيص بعملية تشبه الأسطورة هو مثال على قوة الرجال وعزيمة الجبال فعندما أرجف المرجفون ومالوا لتسليم حمص القديمة كان لهم بالمرصاد فاعتدلوا.
لأن بقاء حمص القديمة محررة بيد المجاهدين هو نصر معنوي يدل على تشبثنا بحمص وعلى أن حمص لأهلها فهي عاصمة الثورة والشوكة الحادة في حلق النظام. كتب معتصم منشوراً ليلة استشهاده ثم ارتقى، منشوراً يوحي بأنه مقبل على الشهادة وبأن قلب المؤمن دليله فكتب: ((أنت محاصر؟ أنت مبتلى؟ طوبى لك.. فأنت تحت أنظار الله وموضع عنايته ورعايته.... إلى قوله: لا إله إلا الله.. لا راد لقضاء الله اللهم رضينا فارض عنا وتجاوز عمّا كان منا رضينا بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا)).
أليس هذا كلام من رأى الجنة تناديه كاليقين فأقبل عليها.
والله لقد ربح البيع يا أبا بكر، لقد كنت ممن قال الله تعالى فيهم (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
كان بمواقفه واستشهاده في شموخ يقوم مقام النصر حين فوّت المتخاذلون النصر.
عُرض عليه الانسحاب والنجاة فمنعه إباؤه ومنعته عزة الإسلام يا أبا بكر وكأن أبا تمام يخاطبك بقوله:

فتى ماتَ بين الضربِ والطعنِ ميتةً
                                 تقومُ مقامَ النصرِ إذْ فاتهَ النصرُ

وقد كانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فردَّهُ
                                 إليه الإباء المرُّ والخُلُقُ الوَعْرُ

عليك سَلامُ اللهِ وَقْـفـاً فإنَّـنـي
                                   رَأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليسَ له عُمْرُ

المصادر: