الشهيد الإعلامي يوسف محمد الأقرع

الكاتب :
التاريخ : ٢٧ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3460


الشهيد الإعلامي يوسف محمد الأقرع

بكتْ الأرض عندما لامستها دماؤك
شعرتْ فجأةً بدفٍ تغلغل إليها للحظات
ثم امتزج بدموعٍ وآهات وبعض القبلاتْ.
ذهبتَ وبقيتْ صورٌ منك تَـشهد على وفاءك وشجاعتك.
أورثتَ أهلك جهاز تصوير( كاميرا) فيها آخر ما تبقى من أنفاسك.
يا لهف أمك إن رأت تلك الدماء تعبق في أرض ذلك المشفى الميداني المتواضع.
لا إله الا الله جهرتَ بها ولقنوكَ بها وستلقى بها ربك باذن الله.


شهدنا لك وشهد قبلنا حي السلطانية بما تملك من جرأةٍ وإقدام أبهرتَ العالم بمواهبك فكنت ذكياً متقداً سريع البديهة، فناناً تجيد الرسم والشعر
ولد شهيدنا بتاريخ 5/10/1991 في حي جوبر منحدراً من بيئة ريفية، ومدينة لن ينساها أحدٌ في العالم لكثرة ما قدمت من تضحيات وكثرة ما عانت من ويلات
إنها (بابا عمرو) المدينة العصية التي لم تكترث لألمها ولم تستسلم لقاتلها بل قدمت زهرات أرضها الواحدة تلو الأخرى ومنهم يـوســــف الأقـرع.
ولا يقولن أحدٌ أن هؤلاء الشباب يرمون أنفسهم إلى الموت حتى يتخلصوا من حياتهم فهم من الشباب الواعي المثقف والمتعلم والطامح للحياة
وليس أي حياة !! بل الحياة الكريمة العفيفة الحرة .
فقد كان يوسف طالباً في جامعة خالد بن الوليد قسم الكيمياء لكن أحلامه لم تمنعه من الالتحاق بما هو أسمى في نظره.
خرج في أول المظاهرات في ساحة الحرية في مدينة حمص وبدأ بكتابة بعض الشعارات على الجدران دون إظهار شخصيته فعرف بالرجل البخاخ، وكان يراعه مفعماً بالإبداع وأشهر لافتة رفعها كانت بعد مقتل داوود راجحة حيث كتب
"داوود راجحة .. وفاة طبيعية بثلاث طلقات في الرأس، التوقيع: قناة الدنيئة. "
في مظاهراتنا السلمية كانت عدسته هي مرآة الحقيقة والعين التي تنقل للعالم صورة حية عن الثورة وأهدافها والمطالب المتواضعة للشباب الثائر، استمر في عمله الثوري حتى تصدر قائمة المطلوبين للنظام مما اضطر أهله إلى رجاءه المغادرة إلى تركيا فرضخ مكرهاً لطلبهم
غاب لمدة شهرين، كانت كافية ليشحذ همته ويوقد شعلة الإيمان في داخله فلم يحنث بالقسم الذي قطعه على نفسه بالمضي للحرية أو أن يهلك دونها،
فاتجه للبنان وأخذ يساعد الجرحى والمصابين من أخوته، ثم تسلل عبر الحدود اللبنانية السورية لداخل سوريا متوجاً عمله الثوري بمساندة كتائب الفاروق
مُسلحاً بالكاميرا، فوثق عمليات الجيش الحر في مدينة القصير مع كتيبة سلمان الفارسي بقيادة الملازم الأول عرابي إدريس.
واستمر في تصوير العمليات إلى أن دخلوا لقرية السلطانية المجاورة لبابا عمرو في محاولة لتحريرها، وفي 27/9/2012 استشهد بقذيفة مدفعية.
له أبيات منذ 7 سنوات وكانت هذه الأبيات هي قصة بدايته مع الشعر .. و الله كأنّها تحكي يومنا الحاضر:

 

و لولا إذ تـدعنا الـحرب نأتها  ****  بـرجـالِ حـربٍ بَـأسُـهُـم خـطيـرُ
.شـَـاهِـري الـبَـوارِق للـعـدى  ****   كما سيف العدل للظالمين نذير.
نحن فرسان الهيجا والوغى   ****   و روّاد الــمـوت الغلاظ الـمغـاويــر.
فإن انقلب الزمان فــما لــنـا  ****  إلا الـذود عـن حـمـانـا أو القبـور


 

قصص شهداء الثورة السورية

المصادر: