المشاهدات : 7383
لإدلب في الفؤاد لذيذ ذكرى *** تمر على الخيال جنى وزهرا
تذكرني لياليها وأهفو *** لعودتها وما أمضيت عمرا
وتسبيني طبيعتها جمالاً *** ويدعوني الهوى فأصوغ شعراً
ويخلب لب زائرها مروج *** ترامت وازدهت بالعشب خضرا
تزينها الحدائق وارفات *** تعانق بعضها طرباً وبشراً
يحيط بها من الزيتون سور *** جميل يبهر العينين سحرا
وما أحلى المسير بها نهاراً *** وفي الآصال حيث تفوح عطرا
إذا ما نمت واستغرقت فيها *** ستوقفك البلابل ثم فجراً
لتبدأ في روابيها نهاراً *** جديداً مشرقاً بالخير ثرا
وريف حولها يرنو إليها *** ويلثم وجهها الزاهي وثغرا
يكاد يضمها ويهيم فيها *** ويخفق في جناح الشوق طيراً
ويرفع شأنها ويشيد فيها *** شباب مسلم ثار حرا
وفجر ثورة حمراء شبت *** وتسري في البلاد لظى وجمراً
وإدلب ما تزال شجا حلوق *** وتصليهم هجوماً مستمرا
فلا تطمع بها يابن البغايا *** وسل إن شئت والدك ابن كسرى
ألم تصفعه يوماً في حذاء *** وتمعن فيه إذلالاً وقهرا
وتلك هدية الأحرار كانت *** وقد وفوه قيمته وقدراً
المصدر : رابطة أدباء الشام
المصادر: