..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بين بوح "فورد" ورؤية "إسرائيل".. تقسيم غير معلن في سوريا

عبد الله رجا

٤ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7142

بين بوح
200.jpg

شـــــارك المادة

رأت مصادر رفيعة في الائتلاف السوري أن قرار تقسيم سوريا تم اتخاذه في الخارج، مشيرة إلى أن هذا القرار يكاد يكون الحل للوضع الحالي في سوريا في ظل تراجع كل الخيارات الدولية لإسقاط النظام.وأوضحت المصادر لـ"زمان الوصل" أن قرار التقسيم بات الأكثر إقناعا للمجتمع الدولي، مضيفا: "صحيح أن هذا القرار لا يناسب حالة الثورة السورية إلا أنه للأسف لم يعد للسوريين قرار في رسم مستقبل سوريا".

حديث التقسيم أول من باح به السفير الأمريكي السابق في سوريا "روبرت فورد"، الذي لم يستبعد تقسيم سوريا إلى 6 دويلات بين علوية وسنية متفاوتة في التوجهات في الشرق والجنوب وكردية.

اللافت في توصيف "فورد" للتقسيم أنه قائم على طريقة الأمر الواقع، بمعنى تثبيت الوضع الحالي لسوريا، أو فتح المجال للأطراف المتصارعة أمام توسيع حصتها من الأرض. الأمر الذي يعكس عدم الرغبة الأمريكية في تغيير قواعد الصراع في سوريا أو إسقاط نظام الأسد.

والصادم في "تقسيم فورد" أنه ينسحب تماما على الرؤية "الإسرائيلية"، حيث كشفت مصادر خليجية مطلعة على الملف السوري لـ"زمان الوصل" أن العام الماضي شهد ندوة سياسية في واشنطن حول الوضع في سوريا وإمكانية الحل، قال فيها مسؤول إسرائيلي رفيع في الخارجية "إن إسرائيل لن ترتاح حتى ترى في سوريا دولة علوية وكردية ودويلات سنية متناثرة".

وهذه هي فكرة "روبرت فورد" تماما الذي وزع الدويلات السنية في الشرق والشمال الغربي والجنوب.

ويرى الإسرائيليون بكل صراحة أن تفتيت سوريا تم بكل نجاح، إذ قال "عاموس جلعاد" المستشار الاستراتيجي لوزير الدفاع "موشي يعلون" وهو مسؤول في الوزارة نفسها الاثنين الماضي إن بشار الأسد لا يسيطر الا على خمس سوريا وقد ينتهي به الأمر بأن يكون مسؤولا عن بقايا دولة تهيمن عليها الأقلية العلوية التي ينتمي لها.

وأضاف في مؤتمر نظمته مجلة "إيزرائيل ديفينس": "سوريا انتهت. سوريا تموت. وسيعلن موعد الجنازة في الوقت المناسب. بشار الأسد هذا ستذكره كتب التاريخ على أنه الرجل الذي أضاع سوريا".

*"الدولة الإسلامية" ضمان وحدة سوريا!
بغض النظر عن موقف القوى المقاتلة في الداخل التي أكدت في أكثر من مرة أنه لا حل إلا بسقوط الأسد ورموز نظامه، وبغض النظر أيضا عن موقفها الرافض لأي عملية تقسيم، إلا أن حالة الوضع السوري الآن هي تقسيم غير معلن، حيث تدب الحياة في الأجزاء السورية دون أية عملية احتكاك.. لكن هل سيصمد خيار التقسيم أمام طموحات "الدولة الإسلامية".

يرى مسؤولون بارزون في الائتلاف، أن "الدولة الإسلامية" بطموحاتها الجهادية هي أكبر المعوقات لخيار التقسيم لسببين؛ الأول أن طموحاتها لا تتوقف عند حد معين، الأمر الثاني لا ضمان لاستمرار خيارات التقسيم في ظل الخلل بميزان القوى، فالدولة التي خرجت منذ ستة أشهر من عين العرب (كوباني) ها هي تعيد الدخول إليها ولم تنسَ الثأر، وكذلك الأمر حدث في تل أبيض.. إضافة إلى أن وجودها في تدمر على مقربة من ريف حمص الشرقي يفسد أي محاولات للتقسيم في حال تقدم التنظيم إلى الغرب.. لكن ماذا عن تركيا!؟

اصطدام التقسيم بالموقف التركي:
الثابت في الموقف التركي عدم حصول الأكراد في الشمال على مقربة من حدودها على أي شكل من أشكال الحكم أو الإدارة الذاتية، وبالتالي ستسعى تركيا إلى منع هذا السيناريو بكل الوسائل، ومن هنا يمكن قراءة الحشود التركية على الحدود وإمكانية تنفيذ عمل عسكري ولو بسيط "لقلب الطاولة" على دعاة التقسيم.

ولم يستبعد رئيس الحكومة التركية التدخل البري في سوريا، في حال كان ذلك ضرورة لحفظ الأمن القومي التركي، لذا من المحتمل أن تنضم تركيا إلى التحالف في لحظة ما مقابل الحصول على ضمانات دولية بمنع الأكراد من أي نوع من الحكم، وبوجود "الدولة الإسلامية" على أطراف مناطق الأكراد في الشمال فإن المهمة التركية في التدخل لن تكون على الطاولة باعتبار وجود "الدولة الإسلامية" أقل تكلفة على الأتراك من تدخل جيشهم.

المرحلة المقبلة ستكون متعبة بالنسبة للأتراك، فقد خاضت قوات نظام الأسد معارك قوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في الحسكة في بادرة كانت تستحق التوقف، إذ كان الهدف من مواجهة مقاتلي "الدولة الإسلامية" تعزيز قوة وحدات حماية الشعب الكردية في مناطقهم وتخويف تركيا من شبح الحكم الذاتي، لذا التقت –ربما بالمصادفة- مصلحة الأكراد مع نظام الأسد كل منه على هواه، النظام لتخويف تركيا والأكراد لتوسيع سيطرتهم.

 

 

زمان الوصل

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع