..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لا مؤسسات.. إنما عصابات إجرامية تحكم؟!

أحمد موفق زيدان

٢٦ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2411

لا مؤسسات.. إنما عصابات إجرامية تحكم؟!
زيدان00.jpg

شـــــارك المادة

حين أستمع إلى مسؤول أو خبير وهو يتحدث عن خوفه من سقوط المؤسسات في سورية ينتابني شعوران الأول شعور السخرية والضحك على أمثال هؤلاء الذين يتحدثون وكأن سورية دولة مؤسساتية عريقة كل مؤسسة تعرف دورها وبالتالي ثمة فصل بين السلطات ولا عدوان لسلطة على أخرى، والشعور الآخر شعور الحقد على هؤلاء الذين يفضلون المؤسسات على الشعوب وعلى الأوطان وعلى الدماء والأرواح والأطفال والنساء، ويصدق القول الشائع نجحت العملية ومات المريض ..

الذي يتباكى على المؤسساتية في سورية لم يتباك عليها يوم فككوا الجيش العراقي لصالح مليشيات طائفية عراقية حاقدة على بني البشر، وحين دمرت ما أطلقوا عليها زوراً وبهتاناً المؤسساتية في سورية كل سورية على مدى خمس سنوات خرجت الأفاعي ومعها فحيحها من جحورها مطالبة بالحفاظ على المؤسساتية ...

ألا يعلم هؤلاء أن الطاغية المؤسس والابن القاصر اليوم أطلقوا على بلد بكامله سورية الأسد، وأن كل ما تحت وفوق سورية ملك لهم والملك هنا بمعنى يمنحون الحياة لمن يشاؤون ويقطعونها عمن يريدون والدليل هو حجم الإجرام الذي أجرمه النظام بالشعب السوري قتلاً لملون شخص ربما، وتشريداً لأكثر من 11 مليون، ودمار بيوت ومساجد وأسواق واستخدام لكل ما يخطر على قلب بشر وما لا يخطر من أسلحة..

تعلمنا في التاريخ البشري أن أسلحة الدمار الشامل تُستخدم مرة واحدة، إلا على يد هذه العصابة أوما يحلو لأسيادهم أن يطلقوا عليها دولة المؤسسات، تستخدم الكيماوي وكأنه دواء للشعب، وبشكل شبه يومي دون أن تسمع ركزاً أو همساً ويكتفي سادن البيت الأبيض بالقول إنه سيبحث ويتحقق من الأمر وقد مضى على رسم خطه الأحمر بعد أن لحسه بنفسه أكثر من عامين...

حين يُقتل في مشفى جسر الشغور لوحده أكثر من 208 ضباط وصف ضابط موثقين بالاسم والرتبة بينهم ضابط برتبة لواء و11 عميداً ومثلهم ضابط برتبة عقيد وضباط آخرون، ومن بين القتلى 18 ضابطاً وجندياً من القرداحة لوحدها فلكم أن تتخيلوا ماذا تبقى ممن أطلق عليها زوراً وبهتاناً المؤسسة العسكرية، هذه المؤسسة التي سمح لها لاشرفها العسكري أن تستقبل كل حثالات الأرض من مليشيات إيرانية و لبنانية وعراقية وأفغانية طائفية مقيتة للدفاع عن قلب العروبة النابض دمشق، فإن كانت هذه هي المؤسساتية فهنيئاً لكم مؤسساتكم..

الشعب السوري يدرك تماماً أن المؤسسة الأمنية والعسكرية والاقتصادية والتعليمية والقضائية وكل المؤسسات أو لا مؤسسات بالأصح إنما هي جزء لا يتجزأ من عصابة حكمتهم بالحديد والنار لعقود، وأذاقتهم سوء العذاب ولن تتسامح مع أي فرد من هذه العصابة، ولا يمكن أن تقبل بقاتلها مهما كان قاضياً أو تاجراً أو عسكرياً أو ضابط أمن أن يحكمها ويقودها مرة ثانية، ومن يسعى إلى إعادة انتاج العصابة الأسدية من جديد فيبدو أنه لم يتعلم شيئاً من ثورة الشام العظيمة، فهي ثورة قد حملت بتوائم عدة، والحمل قد اقترب وضعه، وعلى الجميع أن يتحسس رأسه ..

الانتصارات العسكرية تترى في إدلب العز والفداء، والحديث يكثر اليوم عن قرب تحرير حلب الشهباء بعد تجمع المجاهدين تحت راية جيش الفتح بحلب، والأنباء تتحدث عن إمكانية تحريرها في آب بإذن الله تعالى، والمعلومات من دمشق ترد عن استعداد العصابة الأسدية نقل ملفاتها إلى الساحل لا سيما بعد حديث إيراني عن قرب نقل العاصمة إلى الساحل السوري، ولكنه أضغاث أحلام، فثوار الشام لن يقبلوا عن التحرير الشامل الناجز بديلاً، ومن استطاع أن يصمد خمس سنوات في وجه العالم كله لقادر على المواصلة بدعم شعبه وإخوانه العرب والمسلمين ..

 

 

المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع