..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

وكان حقاً علينا نصر المؤمنين

أبو محمد الصادق

٢٨ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3542

وكان حقاً علينا نصر المؤمنين
محمد الصادق 00.jpg

شـــــارك المادة

الحمدُ للهِ الذي فرضَ الجهادَ نصرةً للمستضعفينَ و رداً لكيدِ الظالمينَ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ القائلُ :{ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، وأشهدُ أنّ محمداً رسولُ اللهِ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ قائدُ المجاهدينَ وعلى آله وصحبهِ الغرِ المحجلينَ. أما بعدُ:
يقولُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (3) إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
ويقولُ أيضاً: {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. فهذهِ آياتٌ بيناتٌ من كلامِ ربِنا سبحانهُ في عتابِ المتخلفينَ عن الجهادِ وتهديدِ المتثاقلينَ عنهُ و استنهاضٍ للهممِ و وجوبِ النفيرِ شُباناً وشيباً.
{انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ} و{انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً} و{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً} و{أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَة}، فهل بعد كلام ربّنا من كلام.
يا إخوانَنا في شامِنا الحبيبِ: لقد أنعمَ اللهُ علينا بأن رفعَ عَلمَ الجهادِ في بلادِنا لرفعِ الظلمِ و نصرةِ المستضعفينَ فتداعى لنصرةِ الظالمِ مرتزقةُ إيرانَ و العراقِ و أذنابُهُم يدنسونَ أرضَكُم التي سقاها آباؤكم بالدماء، يريدونَ أن يستعبِدُوكم وكنتم من قبلُ سادةَ الأممِ، فهل يهنأُ لكم العيشُ أو لذةٌ في الحياة و أبناؤكم ونساؤكم وأمهاتكم قد أحاطَ بهم العدوُ، لقد دارت رحى الحربِ و فتحتِ السماءُ أبوابَها و نادتِ الجنةُ طلابَها، فهلِمّوا إلى طاعةِ الرحمنِ و شمّروا السواعدَ في ساحِ النزالِ، فواللِه إنَّ الإقدامَ لا يُنقصُ من عُمُرِ المقتحمينَ كما لا يزيدُ الإحجامُ في عمرِ المستأخرينَ فلكلِ أجلٍ كتابٌ فلا يَفوتنَّكم أجرُ الجهادِ فيأتيَ يومٌ تقولون فيه يا ليتنا كنا مع الشهداءِ ولا يُقعدنَكم حبيبٌ أو قريبٌ أو مَنصبٌ أو جاهٌ رفيعٌ، واذكروا ما أعده الله من منازلٍ للمجاهدين، فقد روى البخاريُ في صحيحهِ من حديث أبي هريرةَ أنّ رسول الله قال: ( قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لاعينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلبِ بشر).

و روى البخاري أيضاً في صحيحه من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله يقول: مثل المجاهد في سبيل الله _والله أعلم بمن يجاهد في سبيله_ كمثل الصائم القائم، وتوكلَ الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالماً مع أجرٍ أو غنيمة).

إنها والله التجارةُ الرابحة مع الله سبحانه وتعالى، إما الجنة أو أن ترجع سالماً مع أجر أو غنيمة.
يا أبطال الشام: إنّ أمة الإسلام هي خيرُ أمةٍ أخرجت للناس بالنص الإلهي وأنتم من خيارها بالنص النبويّ، فأنتم خيارٌ من خيار، وإنّ الله أخبرنا عن صالحي بني إسرائيل أنهم قالوا: {وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا}[ البقرة : 246 ].
أفيسلم خيار هذه الأمةِ نساءَ حلب و أبناءَها لأحفادِ المجوس و أبناءِ المتعةِ فو الله لايكون ذلك بحول الله و لن يصل الباطنيون و الرافضة إلى أهلنا حتى تنفرد سالفتُنا ولا يبقى فينا عرقٌ ينبض.
فيا أسود الوغى و فرسان النزال، يا عشاق الجنان و يا خاطبي الحورِ الحسان، هذا عدوكم قد استجلب المرتزقة من إيرانَ ولبنانَ والعراقِ وغيرِها فماذا يفعل هؤلاءِ في ديارنا؟، هل هذه أرضهم؟ هل هذه بلادهم؟ أليس هذا غزواً مجوسيّاً صفويّاً بل احتلال، هيهات هيهات فدون ذلك خرط القتاد.

فأيقظوا السلاح أيها الأبطال وسنوا الرماح و كونوا على أهبة الاستعداد ولا يغرنكم ما حلّ بهم من كثرةِ الإثخان فما خفي من مكرهم أعظم فهم يهيئون لما جاء به ديمستوراو و ليكن جوابكم له جيفَهم في رتيان وحوران وأَننا نأبى الضيم والذل والهوان فمتى كان الظالم السفاح صاحبُ مجازرِ الكيماوي و براميلِ الموت جزءً من الحل متى كان صاحب مجازرِ داريا و دوما جزءً من الحل. وهل يستوي الضحية والجلاد في عرف العقلاء؟.
يا أسودنا الأحرارَ وصقورَ الشام وجيشَ الإسلام، يا أبطالنا في الجبهتين الشامية ومن هبَّ لنصرة أهل الشام ويا أيها الصادقون المخلصون من الحرّ وغيرهم: الحل في وحدتكم واعتصامكم بحبل الله، ولا يغرنكم قلةَ عدةٍ وعتاد. يقول تعالى: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ}.

الحلُّ في إخلاصكُم وحسن تجردكم وانقيادكم لله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ}. فأجمعوا أمرَكُم ولموا شملَكُم وأقبلوا على الله ودونكم حلب َقبل أن تحاصرَ فدافعوا عنها وإياكم أن يَخلُصَ إليها عدوُنا وفينا عين تَطْرِف فالثباتَ الثبات، فأمهاتكم ولدتكم أحرارا ونبيكم ما ربّى جباناً. يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ (45) وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
ختم ابنُ القيم كتابَه الفروسيةَ بهذه الآيةِ وقال بعدها: أمر الله المجاهدين فيها بخمسة أشياءَ ما اجتمعت في فئةٍ قطُّ إلا نُصِرَت وإن قلَّت وكثر عدوُّها:
أحدها: الثبات، الثاني: كثرةُ ذكره سبحانه وتعالى، الثالث: طاعتُه وطاعةُ رسولِه، الرابع: اتفاقُ الكلمة وعدمُ التنازعِ الذي يوجبُ الفشلَ والوهن وهو جندٌ يُقويِّ به المتنازعون عدوَّهم عليهم، فإنّهم في اجتماعهم كالحِزمةِ من السهام لا يستطيع أحد كسرها فإذا فرقها وصار كلٌّ منهم وحده كسرها كلها.
الخامس: مِلاكُ ذلك كلِّه وقِوامُه وأساسُه وهو الصبر، فهذه خمسةُ أشياءَ تُبتنى عليها قبةُ النصر ومتى زالت _أو بعضُها_ زال من النصر بحسب ما نَقص منها، وإذا اجتمعت قوَّى بعضُها بعضاً وصار لها أثرٌ عظيم في النصر، ولما اجتمعت في الصحابة لم تقم لهم أمة من الأمم ، وفتحوا الدنيا ودانت لهم البلاد والعباد، ولما تفرقت فيمن بعدهم وضعُفت آل الأمر إلى ما آل.
اللّهم وحد صفّنا ولم شملنا واجمع كلمتنا على مايرضيك، اللّهم ثبّت أقدامنا وتقبل شهداءَنا وداوي جرحانا وعافي مبتلانا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع