..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هل نعلِّم أبناءنا اللغة الفارسية؟

صلاح العتيقي

١٩ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2706

هل نعلِّم أبناءنا اللغة الفارسية؟
العتيقي 00.jpg

شـــــارك المادة

سؤالٌ بدأ يتردد على ألسنة الكثيرين وبعض الكتاب هذه الأيام، بعد أن رأوا الانهيارات العربية على معظم الجبهات، مما يذكرني بما حصل للدولة الأموية في القرن الثاني للهجرة.

رحم الله نصر بن سيار، آخر ولاة الأمويين على خراسان في زمن هشام بن عبدالملك.

 

 

كان والياً محنكاً استشعر خطر الفرس والدولة العباسية، فكتب إلى والي العراق (ابن هبيرة) لكي يساعده، فلم يمد له يد العون، فاستغاث بمروان بن محمد، ولكنه لم يسعفه أيضا لانشغاله بحرب الخوارج، فلما لم ينجده أحد كتب قصيدة عصماء طويلة يحذر الأمويين ويستنجد بهم مطلعها:

أرى تحت الرمـــاد وميـض جمر

                                  ويوشك أن يكون لها ضرام


فإن الـنار بالـعوديـن تـذكـــي

                                   وإن الـحرب أولهـا كــــلام


فقلت من التعجب ليت شعري

                                     أأيــقــاظ أمـيـة أم نـيـام؟

 

وذهبت تحذيراته أدراج الرياح، فما كان من العباسيين إلا اجتياح معاقل الدولة الأموية، والقضاء عليها سنة 131 هجرية، حيث توفي نصر بن سيار، وانتهت بموته الدولة الأموية.

الآن التاريخ يعيد نفسه، فالمخطط الإيراني قد اكتملت عناصره، سواء كانت الدول العربية تعي ذلك أم أنها نائمة كالعادة.

إن إيران يهمها بالدرجة الأولى تصدير أفكارها إلى جميع الدول العربية، ولم تعد تبالي بأي رد فعل دولي، بعد أن رتبت أمورها مع واشنطن، ولم تعد «الشيطان الأكبر» في نظر الولايات المتحدة، وبعد أن انتهت من السيطرة على ثلاث دول عربية.

إن كلام عضو مجلس الشورى الإيراني واضح وصريح؛ لقد قال علي رضا زكاني، المقرب والمستشار عند المرشد الأعلى علي خامنئي، وأمام مجلس الشورى: «إننا نمر الآن بمرحلة الجهاد الأكبر، بعد أن انتهينا من ثلاث دول عربية، واليمن الآن في طريقه للالتحاق بالثورة الإيرانية بعد أن سيطر الحوثيون على 14 محافظة يمنية من أصل 20».

إن المخطط الإيراني لن ينتهي عند اليمن. إنهم يتطلعون إلى دول الخليج من خلال تقوية الحوثيين وإمدادهم بالسلاح، بعد أن سيطروا على اليمن وموانئه وقربهم من دول الخليج بالشرق.

لا شك أن لهم غالباً خلايا نائمة في بلادنا، ومستعدة للتحرك إذا أتتها أوامر من طهران، بل إنهم أصبحوا يجاهرون ويحتفلون بانتصارات الحوثيين، فماذا نحن فاعلون؟

هل نعلم أبناءنا اللغة الفارسية استعداداً لتسليم بقية الدول العربية؟

إنها والله مصيبة إذا لم ينتبه الغافلون لهذا المخطط الجهنمي.

 

 

القبس

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع