..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والإدارة الذاتية دولة في قلب دولة وتعقيدات إدارية تضيّق على السوريين

محمد غريبو

٧ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3596

حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والإدارة الذاتية دولة في قلب دولة وتعقيدات إدارية تضيّق على السوريين
الاتحاد الديمقراطي0 الكردي 0.jpg

شـــــارك المادة

يواصل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الموالي لنظام الأسد مضايقاته للمواطنين عبر فرضه قيودا وإجراءات معقدة للداخلين والخارجين من المناطق والمعابر الحدودية الواقعة تحت سيطرته، في خطوة فسرها كثيرون أنها مساع من قبل الحزب للانفصال عن الوطن سورية.

 

 

وكانت آخر خطوة من هذا النوع؛ ما أصدرته منذ أيام الإدارة العامة لمليشيا “الأسايش” ـ وهي بمثابة جهاز شرطة في المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد ـ من قرار يقضي بوضع سمة (تأشيرة) لدخول وخروج المواطنين من أراضي محافظة الحسكة الواقعة تحت سيطرتها والتي تطلق عليها اسم “روج آفا أو غرب كردستان”.

وحددت مليشيا “الأسايش” مجموعة من الشروط للداخلين والخارجين عبر معبر رأس العين مع تركيا ومعبر ديريك مع إقليم كردستان العراق ومعبر اليعربية مع العراق، والأوراق المطلوبة للحصول على التأشيرة؛ وهي: صورتان شخصيتان ملونتان، وصورة عن الهوية الشخصية، وجواز سفر، وكفيل من مواطني المنطقة للشخص غير السوري القادم من خارج سورية.

أما فيما يخص المواطنين السوريين الذين يريدون الخروج من الحسكة فيُطلب منهم ملء “استمارة إذن” وموافقة أمنية للخروج، وحددت مليشيا “الأسايش” سعر الاستمارة بـ200 ليرة و100 ليرة أخرى لتجديدها حسب مدة البقاء.

وأوضح الناطق الرسمي لمليشيا “الأسايش” محمد خلو في حديث له مع أحد المواقع المقربة من حزب الـPYD بأن الهدف من هذه الخطوة هو “تنظيم دخول وخروج المواطنين من وإلى الحسكة وعبر المعابر الحدودية للقضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية من قبل التجار والمهربين على الحدود، بعد الحصول على موافقة أمنية من المعابر والموافقة عليها من قبل “الأسايش” العام وتثبيت الإقامة خلال مدة 24 ساعة وإذا تجاوزت المدة سيحاسب المواطن سواء الداخل أو الخارج”.

وأضاف خلو “أن التأشيرات تشمل مكتومي القيد وتعطى الأولوية للحالات المرضية والإسعافية والإنسانية من خلال تقديم التسهيلات لهم للعبور ولا تشمل الحالات التي من شأنها تشجيع الهجرة”، مؤكدا أن “مشروع إعطاء جوازات سفر محلية للمواطنين والذي كان مقترحا من قبل مليشيا “الأسايش” ألغي واستبدل بهذا المشروع الجديد بعد اجتماع الهيئة الداخلية للإدارة الذاتية الديمقراطية مع الإدارة العامة لـ”أسايش” الحسكة”.

أثارت هذه الخطوة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي وأجهزته سخطا كبيرا لدى النشطاء الأكراد وفي أوساط السياسيين الاكراد من غير حزب الاتحاد الديمقراطي ومشتقاته.

وفي لقاء خاص مع “مسار برس” عبّر ممثل الحزب اليساري الكردي في سورية “تيار الإصلاح” عامر عبدي عن رأيه بهذا الإجراء الأخير لـ”الأسايش” قائلا:

“نرفض المشروع لأن سورية وطن لكل السوريين عربا وكردا وآشوريين، ومن يضع قدمه في دمشق يحق له زيارة كل المدن السورية، هذا المشروع يعد من أكثر القرارات التي تخدم نظام الأسد وأعوانه للتفرقة بين الأكراد والعرب لأنه يوجد في المناطق التي ذكروها قرى للعرب الأصليين”.

وأضاف عبدي “نحن نريد دولة ديمقراطية مدنية تحمي حقوق الأقليات وتراعي الأغلبية، نريد سورية دولة للسلام مع جميع دول العالم ولا نقبل طرفا تطفل على الثورة السورية بحمل السلاح واعتبار منطقة أو قطعة أرض ملكا لتيار معين”.

وختم السيد عامر حديثه لـ”مسار برس” متسائلا: “هل يقبل العقل أن أضع حدودا بيني وبين جاري العربي الذي كان يساندني في أيام المحن، نحن لن نعترف بهؤلاء الغرباء الذين أتوا من الجبال وغيرها لاحتلال وطننا الأم سورية، ولا نعترف إلا بالجمهورية السورية وحدود واحدة لكل السوريين”.

من جانبه؛ قال الناشط جوان آزاد لـ”مسار برس” ـ وهو من مدينة ديريك التي تحوي معبرا حدوديا بين سورية وكردستان العراق ـ إنه لابد من وضع تأشيرات دخول وخروج على تلك المعابر ويفضل أن تكون هذه التأشيرات “مجرد إجراءات قانونية أكثر مما هي سياسات اقتصادية وضرائب مالية وأن تتمتع بالسهولة والمرونة، لكي تترسخ فكرة سيادة القانون لدى السوريين والذين للأسف لايزال العديد منهم يظنون بأن الحرية هي أن تفعل ما تشاء بعكس ماهي أداة لتطبيق القانون واحترامه”.

أما فيما يخص الانتقال بين المناطق السورية فيرى جوان أنه “من المفترض أن يتمتع السوريون بحرية التنقل بين كافة محافظات ومدن سورية وعلى الجهات المعنية التي تسيطر على المناطق أن تراعي هذه الحرية وأن تكفلها للمواطن بغض النظر عن الخلافات السياسية وخاصة أن الوضع الإنساني في سورية لا يتحمل أكثر مما يعانيه اليوم”.

وكان حزب الاتحاد الديمقراطي الـPYD طرح في منتصف العام 2013 مسودة “دستور إدارة مؤقتة لغرب كردستان” في مناطق القامشلي وريفها في الحسكة وعين العرب “كوباني” وعفرين بريف حلب ذوات الغالبية الكردية.

وبعد انعقاد مؤتمر جنيف2 ومع عدم دعوة هيئة التنسيق ـ الذي يشكل الحزب أحد مكوناته ـ إلى المؤتمر؛ أعلن حزب الاتحاد في 21 كانون الثاني من العام الحالي عن بدء تنفيذ مشروع الإدارة الذاتية بشكل رسمي في 3 مقاطعات هي “الجزيرة وكوباني وعفرين”.

ويشارك الحزب عبر مليشيا “وحدات حماية الشعب YPG” في المعارك ضد كتائب الثوار إلى جانب قوات الأسد ومليشيا جيش الدفاع الوطني، كما تمكنت من السيطرة على معبر اليعربية الحدودي في 26 تشرين الأول 2013 بمساندة الجيش العراقي الذي توغل في الأراضي السورية وسيطر على المعبر وسلمه لمليشيا حزب الاتحاد.

ويمارس الحزب مضايقات متنوعة على المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها، كفرض الأتاوات والضرائب على اللاجئين السوريين العابرين إلى إقليم كردستان وكذلك التجنيد الإلزامي، ويتلقى الحزب دعما مباشرا من نظام الأسد ومقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي عبر إرسال المقاتلين إلى تلك المناطق السورية.


مسار برس

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع