..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

مقرب من عائلة الأسد يكشف، لأول مرة، خفايا تشكيل "الشبيحة" بقيادة ماهر ومخلوف

العصر

٢٦ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5843

مقرب من عائلة الأسد يكشف، لأول مرة، خفايا تشكيل

شـــــارك المادة

كشف أحد المقربين من الدائرة الضيقة لعائلة الأسد الحاكمة في سوريا، لأول مرة، عن كيفية تلقي الشبيحة (القوات شبه العسكرية) الأوامر بقتل وتعذيب المعارضين للنظام وتنفيذ أسوأ الفظائع التي ارتكبت في الحرب السورية، في تقرير نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، أمس.

ويقول التقرير: إن "عبد السلام"، وهو مقرب سابقا من رامي مخلوف، ابن عم الرئيس، وصف كيف أنه حضر الاجتماعات التي خطط فيها مخلوف وماهر الأسد، شقيق الرئيس، لـ"إنشاء الشبيحة"،

 

وميليشيات أخرى كلفوهم بتنفيذ "الأعمال القذرة" عن طريق إطلاق النار على ناشطي المعارضة السلميين.
وقال التقرير: إن شهادة المتحدث التي رواها للصحيفة في مكان ما في شرق تركيا، تعرض صورة حية فريدة من نوعها عن الأعمال الداخلية لنظام الرئيس بشار الأسد، ويمكن أن تكون مفيدة للمحققين في جرائم الحرب التابعين للأمم المتحدة الذين يجمعون الأدلة حاليَا لاستخدامها في جرَ القيادة السورية للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، وفقا للتقرير، بسطت ميليشيات الشبيحة سيطرتها بالعنف والإفلات من العقاب وتدمير قرى بأكملها عن طريق إضرام النار في المنازل أو نهبها، والاغتصاب والتعذيب وقطع رقاب السكان الذين يشتبه في معارضتهم للنظام.
ورغم أن محققي الأمم المتحدة قد أشاروا إلى الحالات التي ظهرت فيها ميليشيات الشبيحة متورطة مع الجيش السوري، إلا أنهم لم يثبتوا بشكل واضح تلقي المرتكبين للفظائع الأوامر من القيادة السورية بشكل مباشر.
في حين أن القصة التي رواها "عبد السلام"، لأول مرة، بشكل مفصل، تكشف الكيفية التي قررت من خلالها القيادة السورية في بداية الانتفاضة خلال العام 2011 تشكيل قوة شبه عسكرية -تحت إمرتهم سرا- لمهاجمة المحتجين المناهضين للحكومة.
وتحدث الشاهد عن كيفية تعيين قادة للميليشيات في جميع أنحاء البلاد، من خلال الإفراج عن السجناء "المحكوم عليهم بالإعدام" للانضمام للميليشيات، وبعد ذلك قدموا لهم المال والأسلحة لتنفيذ الأعمال الموكلة إليهم.
يروي "عبدالسلام" في شهادته، وقد تحدث للصحيفة باستخدام اسم مستعار: "كنت واحدا من ثمانية أشخاص دعاهم ماهر (الأسد) ورامي (مخلوف) للاجتماع في العام 2011"، حيث كانا هما العقل المدبر وراء إنشاء عمليات الشبيحة، وأضاف: "زودونا بالمال والأسلحة، وكل شيء نحن بحاجة إليه لتشكيل ميليشيات".
على مدى عقود، يقول التقرير: كان "عبد السلام" شريكا لرامي مخلوف، أحد أقوى رجال الأعمال في سوريا، وسرعان ما أصبح واحدا من أكبر تجار السلاح في سوريا.
وكان (عبدالسلام) جزءا من الميليشيات الأصلية لـ"الشبيحة"، وهو مصطلح كان يستعمل للإشارة إلى المهربين والمبتزين، ويعمل معظمهم في محافظة اللاذقية الساحلية، معقل العلويين، وقد غضت السلطات الرسمية الطرف عن نشاطات هذه المجموعات واستعمالهم لطرق التهريب في عملية الاستيراد والتصدير للبضائع بصورة غير مشروعة مقابل ولائهم للحكومة.
وأدت الحرب وكذا خصومة شخصية مع صديق آخر لرامي مخلوف إلى انهيار تلك العلاقات بينهما، وهو (عبد السلام) الآن يعيشون متخفيا وتحت الحماية المسلحة، وقد قدم شهادة نادرة حول كيفية تحويل كبار أعضاء الدائرة الداخلية للأسد "الشبيحة" من عصابة التهريب إلى قوة ميليشيات عنيفة.
مع اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مدينة درعا الجنوبية، لتنتشر بعدها في جميع أنحاء البلاد، تدخل المتشددون في عائلة الأسد، بقيادة ماهر الأسد، الذي يقود الفرقة المدرعة الرابعة في الجيش، لأخذ زمام المبادرة من الرئيس بشار الأسد، كما روى "عبدالسلام" في شهادته، وأضاف: "ماهر هو من يتحكم في السلطة الحقيقية اليوم".
في مايو 2011، أظهر شريط فيديو على يوتيوب ماهر الأسد، ويحيط به مسؤولون أمنيون، يطلق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين في حي برزة في دمشق، في الشهر نفسه، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد ماهر، واصفا إياه بأنه "المشرف الرئيسي على العنف ضد المتظاهرين".
بعد ذلك بشهرين، في يوليو، تلقى "عبد السلام" مكالمة من رامي مخلوف: "دُعيت إلى اجتماع في دمشق ترأسه ماهر ورامي".
ويتابع شهادته: "قالوا لنا إنهم يشعرون بالقلق من عدم قدرة الجيش، أمام وسائل الإعلام العالمية، استخدام القوة اللازمة لوقف الاحتجاجات، ولا يمكن أن يظهروا وهم يطلقون النار على المتظاهرين، لذا كانت فكرتهم: دعونا نُبقي أيدينا نظيفة وننشئ مجموعة شبه عسكرية للقيام بهذا العمل القذر".
"كانوا يريدون وضع كل واحد منا مسؤولا عن ميليشيات الشبيحة في مناطق مختلفة من البلاد، وأبلغونا أن الشبيحة ينبغي أن يروعوا المحتجين، وكانوا يعتقدون حقا أنه يمكنهم تخويف المعارضة وإخضاعها، ومن ثم سيعود الجميع إلى بيوتهم قريبا"، وفقا لشهادة "عبدالسلام".
وقال التقرير: إن المسؤولين السوريين نفوا باستمرار استخدام ميليشيات موالية للنظام لتكثيف الحملة على المحتجين وارتكاب الفظائع باسمهم.
غير أن "عبد السلام" قال في شهادته: إن الأمر الصادر في ذلك الاجتماع كان "محددا"، وأضاف: "قالوا لنا اقتلوا المتظاهرين، مسلحين أو غير مسلحين، وعذبوا من تقبضون عليهم".
ثم انتقل الحديث في الاجتماع، وفقا للمصدر نفسه، إلى تفاصيل عن كيفية إنشاء الميليشيات، وأين يتم تجنيد مقاتليها.
وتابع "عبد السلام" شهادته قائلا: " قال لنا ماهر (الأسد): إنه يمكننا تشكيل وحداتنا من الشبيحة من السجناء المحتجزين في سجون حمص وطرطوس، وقال: إن معظم السجناء من العلويين، الذين كانوا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام على جرائمهم، أُفرج عنهم فجأة، وبمجرد إطلاق سراحهم، يُجبر المدانون السابقون على الانضمام للشبيحة، دون أن يُخيروا في ذلك، ويدفع لهم رواتب".
وقالت الصحيفة إنه رغم عدم تمكنها من التحقق بشكل مستقل من مزاعم "عبد السلام" عن الاجتماع، فإنها "التلغراف" تلقت تأكيدات من مصادر موثوقة أن ادعاءات صلات "عبد السلام" برامي مخلوف هي حقيقية، كما إن تفاصيل محددة أخرى قدمها الشاهد، مثل مواقع قواعد للشبيحة في حلب وأسماء قادة الميليشيات المحلية، تم التأكد منها بشكل مستقل، وفقا للتقرير.
وفي الأشهر التي تلت ذلك الاجتماع، كما أورد تقرير الصحيفة، تطورت ميليشيات الشبيحة من عدد قليل من الموالين يرتدون ملابس مدنية إلى عصابات مسلحة تجوب كل قرية وبلدة في سوريا، واصطياد أي شخص يشتبه في معارضته لبشار الأسد.
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع