..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

التمويل الإيراني لحرب الأسد: نزيف اقتصادي ترعاه أمريكا بصمت!

عمر الخطيب

٢٥ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2452

التمويل الإيراني لحرب الأسد: نزيف اقتصادي ترعاه أمريكا بصمت!
650_433_0143253736787696.jpg

شـــــارك المادة

قدر دبلوماسيون في بيروت أن إيران تنفق ما بين مليار إلى ملياري دولار شهرياً لدعم نظام الأسد، بينما قال الموفد الدولي للأمم المتحدة (ستيفان دي ميستورا) في مجالسه الخاصة "إن إيران تخصص موازنة سنوية قدرها 35 مليار دولار لحربها في سوريا" بحسب ما نشرته مجلة "C.S. MONITOR" الأميركية، وجاء كلام المجلة في مقال مطول يناقش سبب تمسك إيران بـ"حليف ضعيف ومكلف جداً" كنظام بشار الأسد.


70 مليشيا مذهبية!
يقدر النشطاء عدد الميليشيات (المحلية والأجنبية) التي تمولها إيران في سوريا بأكثر من 70 ميليشيا، وإذا وضعنا بالحسبان أن إيران تكفلت بتمويل النظام اقتصادياً، فنحن أمام مبالغ سنوية هائلة تدفعها إيران لتمويل حربها على الشعب السوري، الممتدة منذ أربع سنوات حتى الآن، وبمقابل أموالها حصلت إيران على الكثير من العقود والامتيازات الاستثمارية السيادية في سورية، بالإضافة لكثير من العقارات والأراضي.
وكان هذا التمويل الهائل للحرب حاضراَ في مباحثات كامب ديفيد الأخيرة بين أوباما وقادة دول الخليج العربي، حيث يصل مجموع أموال إيران المجمدة في الخارج إلى 100 مليار دولار على الأقل، وستتمكن طهران من الوصول إلى هذه الأموال بعد التوصل إلى اتفاق بخصوص برنامجها النووي مع القوى الغربية.
سذاجة!
عن مصير هذه الأموال سيتحدث أوباما في معرض دفاعه عن اتفاقه مع إيران، حول برنامجها النووي ورفع العقوبات عنها، حيث قال إن هذه الأموال ستستخدمها إيران لتحسين اقتصادها و"تنفيذ تعهداتها أمام شعبها بتحريك الاقتصاد وتحفيز النمو الاقتصادي"، وجاء ذلك في إطار رده على سؤال حول مصير الأموال التي ستستعيدها إيران، وهل ستسخدمها في مؤامراتها بالمنطقة وتمويل حروبها.
وتقول الصحافية (Kim Ghattas)، مراسلة شبكة "BBC" الإخبارية في واشنطن، بمقال لها حول نتائج مؤتمر كامب ديفيد، بأن الهوة بين أوباما وقادة دول الخليج العربي كانت واضحة في مباحثات كامب ديفيد حول الموضوع الإيراني، حيث أن موقف وآراء الإدارة الأمريكية بخصوص نوايا إيران تبدو "ساذجة".
4.2 مليار دولار:
لم تنكر إيران يوماً تمويلها للنظام السوري ولميليشياتها الطائفية من لبنان إلى العراق، وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان"، قد أعلن في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، الذي أقيم في الكويت في نهاية شهر آذار الماضي، أن "إيران قدمت مساعدات مالية لنظام بشار الأسد بلغت 4 مليارات و200 مليون دولار منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011"، والأمر اللافت للنظر أن المبلغ الذي أشار إليه المسؤول الإيراني هو نفس المبلغ الذي حصلت عليه إيران في العام الماضي من أموالها المجمدة بالخارج (4.2 مليار دولار) بناءاً على اتفاق مؤقت بخصوص برنامجها النووي مع مجموعة 5+1.
وبالرغم من ذلك لم يهتم الأمريكيون يوماً بالحديث عن تمويل إيران لجيش المرتزقة الذي زرعته في المنطقة العربية، بل يتجنبون الإشارة إليها أو نعتها بـ"الإرهاب"، سواء إيران أو ميلشياتها، وذلك بالرغم من تقارير منظمات حقوق الإنسان عن أفعال وممارسات ميليشيات إيران وعمليات التطهير العرقي التي ينفذونها في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن.
كما تبدو الإدارة غير مبالية بمرتزقة حزب الله اللبناني الذين يشنون المعارك ضمن الأراضي السورية، ويقتلون السوريين ويدمرون قراهم ومدنهم، وكان (سعد الحريري) رئيس وزراء لبنان الأسبق، تساءل عند زيارته لواشنطن عن كمية "الأموال التي ستذهب إلى حزب الله" حيث سخر من مقولة أن هذه الأموال ستذهب لبناء "الجسور والطرق"، بينما كان رد المسؤولين الأمريكيين، بأنهم لا يستطيعون فرض الشروط حول كيفية صرف هذه الأموال، ومن المفهوم طبعاً أنهم يدركون تماماً أين ستصرف هذه الأموال، وعلى ذلك تبدو الولايات المتحدة وكأنها تدفع لإيران كلفة قتلها للسوريين وتدمير مدنهم وقراهم.
الكثير من الأموال:
بطبيعة الحال يعلم الجميع مقدار الإنفاق الذي تقوم به إيران لتمويل حربها في سوريا فهي تمول بالإضافة لنظام الأسد، عدداً كبيراً من ميليشيات المرتزقة متعددة الجنسيات (لبنانية، عراقية، أفغانية وعدة جنسيات أخرى) بالإضافة لضخها لأعداد كبيرة من عناصر مايعرف بـ(الحرس الثوري).
كما أن إيران تمول الميليشيات المحلية المسماة بـ(الدفاع الوطني) وعدة تشكيلات مسلحة أخرى تحت مسميات مختلفة تتبع لضباط سوريين أو لطوائف دينية، وقد أعلن النظام السوري الشهر الماضي عن قيام إيران بفتح خط ائتماني بقيمة مليار دولار لدعمه.
في نفس الوقت يواصل النظام تقديم كل أنواع الامتيازات لإيران كتوقيع الاتفاقيات الاقتصادية وفتح باب شراء الأراضي والعقارات، ومنح المزيد من الامتيازات الاستثمارية، وبالمقابل قامت إيران بتحويل النظام إلى ميليشيا أخرى بالإضافة لغابة كبيرة من الميليشيات المرتبطة بها، ومن هذا السياق يمكن فهم ما نقلته "المونيتور" عن "كريم صادق بور" المستشار بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولية قوله بأن إيران لا تلتزم ببشار الأسد كشخص لكنها ملتزمة بشدة بمصالحها في سوريا "لا تلتزم إيران لشخص بشار الأسد. ... إنهم ملتزمون الحفاظ على مصالحهم في سوريا" لقد دفعوا الكثير من الأموال!
مما لاشك فيه أن حرب إيران على سوريا تكلفها الكثير، وإن كانت لا تهتم للكلفة البشرية كما هو واضح، فالحرب من جهة أخرى لها كلفة مادية هائلة، ومثل هذه الكلفة عادةً هي ما تهم الأنظمة الشمولية كالنظام الإيراني، ومع ذلك تبدو إيران متمسكة بحربها، حيث قال المسؤول الإيراني (مهدي طالب) في شباط من العام الماضي، إن سورية أكثر أهمية من إقليم "كازاخستان"، وأنه بحالة المفاضلة فإن إيران تختار سورية، حيث إنه "إذا استطعنا الاحتفاظ بسورية فيمكننا استرجاع كازاخستان، أما إذا خسرنا سورية فهذا يعني أننا خسرنا طهران".!!

 

 

 


أورينت نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع