..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


ابحاث ودراسات

التصعيد العسكري شرق سكة الحجاز... الدوافع والمسار المتوقع

مركز جسور للدراسات

١٢ ٢٠١٨ م

المرفقـــات

pdf

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2571

التصعيد العسكري شرق سكة الحجاز... الدوافع والمسار المتوقع

شـــــارك المادة

لتحميل الدراسة كاملة ضمن ملف PDF يرجى الضغط هنا

أولاً: تمهيد

اقتربت ميليشيا النظام السوري من السيطرة على مطار أبو ظهور العسكري، بعد التقدم الكبير الذي حققته من محور "أبو دالي" جنوب محافظة إدلب، بعد أن باتت تبعد عن المطار مسافة 5 كم بعد سيطرتها على مركز مدينة سنجار في 7 كانون الثاني/ يناير 2018، وعلى عدد من القرى شمال الناحية. 

وتريد ميليشيا النظام السوري فرض حصار على منطقة شرق سكة الحجاز التي تمتد على أرياف حلب وإدلب وحماة، وذلك بالسيطرة على المنطقة الواصلة بين مطار أبو ظهور والحاضر؛ وبالفعل قامت ميليشيا النظام بمحاولة التقدم من محور الحاضر في 9 كانون الثاني/ يناير 2018، للسيطرة على عدد من القرى لكن دون جدوى. 

 

وتمتد المنطقة التي يُحتمل حصارها شرق سكة الحجاز بطول 70 كم وبعرض يصل إلى 30 كم، ومازالت ميليشيا النظام السوري تحتاج حتى تُتمّ الحصار السيطرة على مسافة 25 كم تقع أغلبها في شمال مطار أبو ظهور العسكري في ريف حلب الجنوبي. وتُشير تقديرات محلية أن عدد القرى التي سوف تحاصر يصل عددها إلى 500 قرية، وشهدت العديد منها موجة نزوح كبيرة باتجاه مناطق سيطرة المعارضة غرب سكة الحجاز. 

ولا بدّ من الإشارة أن قوات النظام، بدأت تحركات عسكرية في محيط خناصر بريف حلب الجنوبي في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، ما أنذر بقرب عملية عسكرية باتجاه مطار أبو ظهور. وبالفعل بدأت ذلك في 24 تشرين الثاني نحو المطار من ثلاثة محاور في فترات زمنية متفاوتة، حيث يتركز المحور الأول من جهة الحاضر بريف حلب الجنوبي، والمحور الثاني من خناصر بريف حلب الجنوبي، أما المحور الثالث فهو من منطقة أبو دالي الواقعة في ريفي حماة الشمالي الشرقي وإدلب الجنوبي.

تمّ تركيز النظام السوري على محور (الحمراء – أبو دالي)؛ حيث تولت ميليشيا النمر (العقيد سهيل الحسن) قيادة العمليات العسكرية لقوات النظام، وإلى جانبها ميليشيا عشائرية يقودها عضو مجلس الشعب السابق أحمد درويش، وأغلبهم من عشيرة الموالي التي تنتشر بالأصل في منطقة شرق سكة الحجاز. ولم يكن هناك أي تواجد لميليشيات إيران في هذا المحور.

 

ويتركز انتشار ميليشيات إيران في محاور ريف حلب الجنوبي، وتقود العمليات العسكرية في تلك المنطقة، والسبب يعود قرب هذه المحاور من نقطة عزان العسكرية التي تتخذها إيران موقعاً رئيسياً لعملياتها في الشمال السوري. ومن أهم الميليشيات المدعومة إيرانياً والمتواجدة على محاور جنوب حلب: النجباء، منظمة بدر، عصائب أهل الحق، حزب الله العراقي، حزب الله اللبناني، الحرس الثوري الإيراني، الفاطميون، اللواء 65، زينبيون، أنصار الله، أبو الفضل العباس، وفرقة 25 كربلاء".

ومن الواضح أن الخطة العسكرية التي تعمل عليها ميليشيا من أجل السيطرة على منطقة شرق سكة الحجاز، تعتمد على عدة تكتيكات وهي "فكي الكماشة" و"القضم البطيء"، حيث خصصت محوراً خاصاً للتقدم من جهة أثريا والذي يساهم في تشتيت قوة الفصائل وتحقيق مزيد من السيطرة الميدانية على مناطق شرق سكة الحجاز. وهناك أيضاً تكتيك "العزل الجغرافي"، حيث يتم تجزئة مناطق شرق السكة إلى قسمين بعد التقدم من خناصر باتجاه مطار أبو ظهور. 

وبالتزامن مع التحركات الإيرانية، يحاول تنظيم داعش بدوره تحقيق تقدم في منطقة الحمراء والرهجان، وقد استطاع توسيع نطاق سيطرته الميدانية بشكل لافت. 

 

ثانياً: أسباب خرق اتفاق خفض التصعيد في الشمال السوري 

يُفترض أن منطقة شرق سكة الحجاز تخضع إلى مذكرة خفض التصعيد الرابعة التي توصل إليها الجانبان الروسي والتركي في 15 أيلول/ سبتمبر 2017، وبدأ تنفيذها في 28 من نفس الشهر، حينها اعتبر فلاديمير بوتين أن الهدنة في الشمال السوري مقدمة لإنهاء الحرب في البلاد. لكن في الحقيقة لم تسر الأمور على نفس ما صرّح به الرئيس الروسي؛ حيث سيطرت هيئة تحرير الشام في 8 تشرين الأول/ أكتوبر من نفس العام على قريتي أبو دالي والمشيرفة في ريف إدلب الجنوبي، وحافظت على مواقعها بالفعل، حتى بدأت التحركات العسكرية الجدية للنظام السوري لشن هجوم واسع من ثلاثة محاور بغرض السيطرة على منطقة شرق سكة الحجاز. 

وقد أرسلت وزارة الدفاع الروسية، إلى تركيا تطالبها بضبط تصرفات الفصائل في الشمال السوري، بعد حصولها على معلومات حول وقوف حركة أحرار الشام خلف عملية استهداف مطار حميميم. وبدورها أعلنت تركيا على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أغلو، أن ما يجري في الشمال حالياً تجاوز حد الانتهاكات المتوقعة، وأنه ينبغي على روسيا وإيران تحمل مسؤولياتهما، إزاء هجمات ميليشيا النظام السوري. 

 

الرؤية الروسية – الإيرانية للاتفاق

تُمثل الصيغة التي تم يتم تنفيذها عسكرياً على الأرض في منطقة خفض التصعيد الرابعة الرؤية الروسية-الإيرانية للحل، ومع أنه لا توجد معلومات دقيقة حيال ما جرى خلال الاجتماع الثلاثي بين الدول الضامنة في أستانا، لكن يمكن الاعتقاد بأن مضمون الرؤية هو ما يلي؛ بناءً على مصادر متطابقة وتحليل للحالة الميدانية. 

وتشترط هذه الرؤية أن تجد تركيا حلاً لملف هيئة تحرير الشام، وتقوم تركيا بدورها في إدلب وفقاً لما يلي: 

1. المنطقة الزهرية؛ وتقع شرق سكة الحجاز، وتصبح منزوعة السلاح وتحت الحماية الروسية، وتدار من طرف المجالس المحلية والعشائر العاملة فيها، وتتولى تركيا التفاهم مع فصائل المعارضة السورية وأبناء المنطقة على هذا الأمر. وتنتشر فيها نقاط مراقبة روسية وإيرانية.

2. المنطقة الزرقاء؛ وتقع بين غرب سكة الحجاز وطريق دمشق – حلب الدولي، تكون خالية من السلاح، وتنتشر فيها نقاط مراقبة روسية وتركية.

3. المنطقة الخضراء؛ وتقع فيما تبقى من مناطق سيطرة فصائل المعارضة في الشمال السوري، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية.

الرؤية التركية للاتفاق 

لا يوجد رؤية تركية منشورة للاتفاق، ولكن ما تناقلته بعض الصحف التركية عن نية تركيا عقب الاتفاق بإقامة قاعدة عسكرية في مطار أبو ظهور العسكري، بالإضافة إلى الحالة الميدانية، كلاهما يعكس رؤية تركية متحفّظة عمّا تطرحه روسيا وإيران حول مصير الشمال السوري، ويمكن تلخيص هذه الرؤية كما يلي: 

1. لا ترغب تركيا بجعل منطقة شرق سكة الحجاز خاضعة لسيطرة محلية يشرف عليها النظام السوري عبر العشائر والمجالس المحلية وتكون بوابة لسيطرة إيران على قاعدة أبو ظهور؛ لذلك لم تقدّم تركيا ضمانات بأنها قادرة على إلزام الفصائل العاملة بإخلاء مواقعها ونزع سلاح العشائر المحسوبة على المعارضة. 

2. لا ترغب تركيا بحل ملف هيئة تحرير الشام عبر العنف، ولا تريد أن يتم اتخاذ هذا الملف كوسيلة لتوسيع نطاق سيطرة النظام السوري. 

3. إن إقامة منطقة خفض تصعيد رابعة في الشمال السوري، يجب أن يكون مرتبطاً أيضاً بإقامة منطقة أخرى في عفرين، وأن على الضامنين الدوليين عدم تجزئة هذا الأمر. 

 

ثالثا: أسباب انهيار قوة فصائل المعارضة

فيما يلي أهم الأسباب التي ساهمت بانهيار قوّة فصائل المعارضة السورية فيما بات يُعرف شرق سكة الحجاز التي تمتد على أرياف حلب وحماة وإدلب، شمال البلاد. 

أسباب عسكرية مباشرة

1. التفوق النوعي والفارق الكبيرة بنسبة القوة والوسائط العسكرية لميليشيا النظام السوري، مقارنة مع فصائل المعارضة. 

2. اتباع ميليشيا النظام السوري لسياسة الأرض المحروقة، حيث تتقدم التغطية النارية الكثيفة بسلاح الجو والمدفعية الأرتال الهجومية، خصوصاً وأن فصائل المعارضة لا تمتلك مضاداً للطيران. 

3. انهيار خطوط الدفاع الأمامية لفصائل المعارضة، التي لا تمتلك أصلاً خطط دفاعية، حيث لُوحظ عدم وجود خطوط دفاع خلفية أو تجهيزات تحصين هندسي؛ لصد الهجوم الذي كان متوقعاً بعد انتهاء عمليات ميليشيا النظام في دير الزور والبادية. ولا بد من الإشارة أن الفصائل استطاعت الحفاظ على خطوط الدفاع الرئيسية منذ مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، حتى بداية كانون الثاني/ يناير 2018. 

4. طبيعة المنطقة والأرض المكشوفة التي لا يمكن أن تستتر فيها العربات والدبابات مالم تكن هناك تجهيزات تحصين مسبقة من قبل فصائل المعارضة. 

 

أسباب عسكرية غير مباشرة

1. الخلل البنيوي الذي تعانيه فصائل المعارضة العاملة في مناطق شرق سكة الحجاز، حيث ينتشر في المنطقة قاطعي البادية وحماة العاملين ضمن هيئة تحرير الشام، وقد حصل خلاف كبير خلال الفترة الماضية القريبة بين قيادة هذه الأخيرة وبين القاطعين، وتبعه انشقاق واسع فيهما وتشكيل فصيل جديد تابع بشكل مباشر للقاعدة يحمل اسم "أنصار الفرقان في بلاد الشام". 

2. عدم إرسال الفصائل جميعاً لتعزيزات عسكرية باتجاه ريف حماة، بسبب انخفاض عامل الثقة فيما بينهم، حيث يخشى كل طرف أن يتم استنزافه على حساب الآخر. ومعلوم أن الفصائل أخفقت في تشكيل غرفة عمليات موسعة واكتفت بغرفة عمليات طوارئ اسمية غير فعلية. 

3. عدم رغبة الفصائل العاملة شرق سكة الحجاز، باستنزاف قدراتها، ما دفعها إلى تنفيذ انسحابات كبيرة بعد انهيار خطوط الدفاع الرئيسية، وهذا بدوره مهد الطريق لتقدم سريع لميليشيا النظام السوري. 

4. استنزاف القوة البشرية العسكرية المنتمية إلى المنطقة والمحسوبة على المعارضة السورية، وذلك بعد الاقتتال الأخير بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام، ما ساهم في عزوف العديد من شبان المنطقة عن حمل السلاح. في المقابل عوّلت ميليشيا النظام السوري في تقدّمها على القسم المناصر لها من عشيرة الموالي التي تنتشر بشكل كبير في المنطقة، وأيضاً لم تستفد فصائل المعارضة من القسم المناصر لها من العشيرة، فلم تقم بتسليحها بشكل كافٍ. ويُشار أن عضو مجلس الشعب السابق، أحمد درويش، يعتبر أحد زعماء العشيرة الموالين للنظام السوري، ويتم التعويل عليه بشكل كبير في السيطرة على المناطق التي يتم التقدم فيها شرق سكة الحجاز. 

5. تعتبر المنطقة خاصرة هشة عسكرياً، وقد كانت مسبقاً تعتمد على توازن اقتصادي بين كل من فصائل المعارضة السورية وميليشيا النظام السوري وتنظيم داعش. ومعلوم أن العديد من أبناء عشيرة الموالي المحايدين وهم نسبة جيدة، سمحت لفصائل المعارضة بوضع مقرات لهم، وقد انضم بعض أبناء العشيرة للفصائل، لكن مع انتهاء التجارة المتبادلة وبدء العمل العسكري بين مختلف القوى، أثر ذلك على قوة المعارضة. 

رابعاً: ردّ فعل فصائل المعارضة

جاءت ردّة فعل فصائل المعارضة على مرحلتين:

سياسياً: حيث أعلن وفد قوى الثورة السورية العسكري إلى أستانا في 10 كانون الثاني/ يناير 2018، عن إيقاف العمل باتفاق خفض التصعيد، والعمل على صد الحملة العسكرية التي تشنها ميليشيا النظام السوري بدعم بري وجوي من روسيا وإيران على أرياف إدلب وحماة وحلب. لكن الملاحظ أن بيان الفصائل لم يتضمن إعلان انهيار الاتفاق، وربما يحمل هذا الأمر جانباً من التأكيد على الرغبة في الحفاظ على المسار السياسي للحل ومنطقة خفض التصعيد، لكن ليس بالشكل والصيغة التي تحاول موسكو وطهران فرضها. 

عسكرياً: حيث أعلنت الفصائل في 11 كانون الثاني/ يناير 2018، عن معركة لاسترجاع المناطق التي خسرتها، حيث تم تشكيل غرفتي عمليات لهذا الغرض، حملت الأولى اسم "ردّ الطغيان" وتضم كل من فيلق الشام، جيش النصر، جيش إدلب الحر، جيش النخبة، والجيش الثاني. أما الثانية فقد حملت اسم "وإنّ الله على نصرهم لقدير"، وتضم كل من حركة أحرار الشام، جيش العزة، حركة نور الدين الزنكي، جيش الأحرار، والحزب الإسلامي التركستاني. ولم تُلاحظ مشاركة لهيئة تحرير الشام ككيان داخل غرفتي العمليات المذكورتين. وجاءت هذه المعركة بعد قرب ميليشيا النظام السوري من السيطرة على مطار أبو ظهور العسكرية؛ حيث باتت في 10 كانون الثاني/ يناير على بعد مسافة 1 كم عنه من الجهة الجنوبية. 

 

وتفسر هذه المعركة التي قامت بها فصائل المعارضة يحمل تفسيرين، أحدهما أن الفصائل شعرت بالخطر القادم من فرض الرؤية الروسية – الإيرانية لاتفاق خفض التصعيد، والذي يعني حصرها ضمن المنطقة الخضراء فقط، وأنه لا بد لها من التحرك لمنع هذا السيناريو من الحصول، وبدعم من الضامن التركي الذي لا يرغب بدوره بما يجري، وبناء عليه قامت الفصائل خلال فترة 72 ساعة بتجميع قوتها الهجومية ووضع خطة عسكرية تهدف لكسر أحد فكي الكماشة وهي الخطة الخاصة بالسيطرة على مطار أبو ظهور، بحيث تقوم الفصائل باستعادة السيطرة على القرى الواقعة جنوب المطار. والتفسير الآخر، أن فصائل المعارضة لديها خطة مسبقة فيما يجري، تقضي بالسماح لميليشيا النظام بالتقدم بشكل متسارع في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي الشرقي، ومن ثم البدء بعمل عسكري يستهدف القوة الضاربة لميليشيا النظام التي زج بها في هذا المحور. 

 

ومن المتوقع أن تقوم روسيا بتوفير تغطية نارية واسعة لمنع انهيار قوة ميليشيا النظام السوري، في حال استمرت فصائل المعارضة بالضغط العسكري، وهناك مؤشرات لذلك؛ حيث أطلقت إحدى البوارج الروسية الرابضة قبالة البحر المتوسط صاروخاً مجنحاً باتجاه محاور الاشتباك في ريفي حماة وإدلب، لكن بدورها الفصائل أكدت أنها استطاعت إسقاطه. 

إن خبرة روسيا وإيران في التعامل مع هجمات فصائل المعارضة، تضع الهجوم الذي تقوم به هذه الأخيرة، أمام احتمال إما الفشل أو التأثير المحدود، لذلك فهي أمام خيارات عسكرية يمكن أن تجعل الهجوم الذي تشنه أكثر تأثيراً، وهي: 

1. عدم التمركز في المواقع التي تسيطر عليها في حال قامت ميليشيا النظام السوري بوضع الثقل العسكري عليها برياً وجوياً، والانسحاب منها، مع الإبقاء على عامل المفاجأة والتجهز للحظة الهجوم مرة أخرى من أجل العودة إلى نفس النقاط. 

2. فتح محور مشاغلة على جبهة قتال عريضة، من أجل امتصاص القوة الدفاعية لميليشيا النظام السوري. 

3. تنفيذ هجوم على محور غير متوقع وفي موقع ميداني مختلف، مثل جبل الحص، والحاضر، لأن مثل هذا الأمر يساهم في تشتيت الطيران، والقوة البرية لدى ميليشيا النظام. 

 

خامساً: لماذا يريد النظام السوري السيطرة على مطار أبو ظهور العسكري؟ 

ثمة عدة أسباب قد تدفع قوات النظام وحلفائه بدعم بري وجوي من روسيا وإيران للسيطرة على شرق سكة الحجاز بما فيها مطار أبو ظهور العسكري، وهي:

1. توسيع نطاق السيطرة الكلية في خارطة النفوذ العسكري على مستوى الفاعلين، لأن من شأن ذلك أن ينعكس على طبيعة المسار السياسي الذي تدعمه روسيا وإيران، وبالتالي انعقاد مؤتمر سوتشي وفقاً للتصور الروسي. 

2. توفير خط تجاري متصل بين حلب ودمشق، وذلك عن طرق سكة الحجاز، فمن الملاحظ أن ميليشيا النظام عملت خلال عملياتها على تأمين غرب السكة بمسافة تقدر بـ 7 كم على الأقل. 

3. تأمين قاعدة عسكرية لإيران في الشمال السوري، بدلاً من نقطة عزان العسكرية الاستراتيجية جنوب حلب، والسيطرة على مطار أبو ظهور تتيح للنظام وحلفائه محاصرة الشمال السوري من 3 أكبر مطارات عسكرية، من جهة الغرب حميميم، ومن الوسط أبو الظهور، إضافة إلى مطار النيرب في ريف حلب. عدا عن كون السيطرة عل السيطرة على أبو الظهور تعني أن النظام سيطر على أهم المطارات العسكرية في البلاد.

4.  تأمين نقطة انطلاق عسكرية باتجاه جيب الفوعة – كفريا المحاصر وغيره ومن المناطق في عمق إدلب والشمال، هذا في حال أرادت ميليشيا النظام شن عمليات لاحقة.

 

سادساً: السناريوهات المتوقعة لمسار وشكل اتفاق خفض التصعيد في الشمال

تضع العمليات العسكرية الجارية التي تقودها ميليشيا النظام السوري في منطقة شرق سكة الحجاز بالشمال، وأيضاً ردّة الفعل التي قامت بها فصائل المعارضة، مسار وشكل مذكرة خفض التصعيد أمام عدد من الاحتمالات، وهي:

السيناريو الأول: أن تقوم إيران بإقامة قاعدة عسكرية لها في الشمال السوري، مكان مطار أبو ظهور، بعد سيطرة ميليشيا النظام السوري عليه، وإطباق الحصار على شرق سكة الحجاز من فكي الكماشة شمال وجنوب المطار، ومن ثم السيطرة على المنطقة بعد عزلها إلى قسمين شمالي وجنوبي. 

ويحمل هذا السيناريو أيضاً جانب بقاء سيطرة تنظيم داعش على مساحة ضيقة محاصرة من قبل ميليشيا النظام، والتي إما أن تقوم بالسيطرة عليها لاحقاً وهذا مستبعد في المدى المنظور والمتوسط، أو تتركها تحت سيطرة التنظيم. 

كما يحمل هذا السيناريو ولادة حقيقية لتنظيم أنصار الفرقان في بلاد الشام، وذلك في المنطقة المحاصرة من قبل ميليشيا النظام شرق سكة الحجاز، هذا على فرض أن النظام لن يستطيع فرض سيطرته الكاملة على المنطقة. ومن الممكن أيضاً في حال حصل وقع هذا الاحتمال أن يحصل اتفاق بين تنظيم أنصار الفرقان في بلاد الشام وبين تنظيم داعش. 

 

السيناريو الثاني: أن تقوم تركيا بإقامة قاعدة عسكرية أو نقاط مراقبة لها داخل مطار أبو ظهور العسكرية، في حال استطاعت فصائل المعارضة السورية تحقيق هدفها من المعارك العسكرية التي شنتها جنوب المطار. 

السيناريو الثالث: أن يُسيطر تنظيم داعش على مطار أبو ظهور العسكري، وذلك بالتقدم نحوه من الجهة الجنوبية، والمحاذية لمناطق سيطرة ميليشيا النظام السوري، ومن الممكن أن تساهم هذه الأخيرة في سيطرة التنظيم على المطار، في حال كان هناك خطر حقيقي عليها من قبل فصائل المعارضة السوري التي تشن هجوماً على مواقعها.

السيناريو الرابع: توصل الدول الضامنة لاتفاق يقضي بوقف جميع العمليات العسكرية الجارية، ومنع إقامة أي نقطة عسكرية داخل مطار أبو ظهور، والتوصل لحل يوافق كافة الأطراف حول مصير شرق سكة الحجاز، ومن شأن مثل هكذا اتفاق أن يعيد استئناف مباحثات أستانا بين الدول الضامنة والمفاوضات حول مناطق خفض التصعيد.  

لتحميل الدراسة كاملة ضمن ملف PDF يرجى الضغط هنا

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع